وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وکالات
الثلاثاء

١٢ أبريل ٢٠١١

٧:٣٠:٠٠ م
236428

نبيل رجب: معتقل واحد من كل ألف بحريني + صورة للمعتقلين السياسيين

لا يبدو أن الأمور في طريقها إلى الانفراج في البحرين بعد مرور حوالي الشهر على قمع الاحتجاجات الشعبية في تلك الجزيرة النفطية الصغيرة.

ابنا : بل إن الناشط الحقوقي البارز نبيل رجب، يؤكد أن الأوضاع تتجه نحو زيد من التوتر، في ظل غياب أي أفق للحوار أو التسوية. ففي الرابع عشر من مارس (آذار) دخلت قوات خليجية، قوامها 1500 عسكري، غالبيتهم من السعودية، مما أعطى للأحداث وجهة أخرى، لتصبح جزءاً من صراع إقليمي، ولم تعد حدثاً بحيرنيا محلياً يتعلق بحراك سياسي شعبي. ومنذ ذلك الحين، تشن السلطات البحرينية، مدعومة من حلفائها الخليجيين، ولا سيما السعودية، حملة متواصلة لإسكات المعارضين، واعتقال الناشطين، في ظل تعتيم إعلامي لا يكسره إلا بعض الصحافيين المغامرين.

 تعذيب حتى الموتحين اتصلنا بالناشط نبيل رجب يوم الثلاثاء كان عائداً للتو من تشييع جثمان عبد الكريم الفخراوي، الذي توفي في السجن. وحسب السيد رجب فإن الفخراوي "هو رابع شخص يتم تعذيبه حتى الموت خلال العشرة أيام الماضية." المركز الذي يديره السيد نبيل رجب أصبح المصدر الوحيد تقريباً للمنظمات ووسائل الإعلام الأجنبية، التي لا تريد أن تكتفي بالمعلومات الرسمية التي تقدمها السلطات البحرينية. ويقدر رجب عدد الضحايا بـ "ثلاثين قتيلاً، وآلاف الجرحى، كثير منهم أصيبوا بأسلحة نارية."

أما المعتقلون على خلفية المشاركة في الاحتجاجات فيقول السيد رجب إن عددهم يزيد على ستمائة "بمعدل معتقل واحد من كل ألف مواطن بحريني"، حسب تعبيره. ومن بين المعتقلين، كما يؤكد رجب، أطباء واساتذة ونقابيون وناشطون حقوقيون، لكن أيضاً هناك "أطفال بين المعتقلين السياسيين" حسب الناشط الذي يرى في وفاة أربعة معتقلين خلال عشرة أيام دليلاً على تعرض المعتقلين إلى "تعذيب ممنهج في السجون البحرينية." يـُذكر أن وزارة الداخلية البحرينية قد أكدت في بيان لها قبل أيام وفاة اثنين من المعتقلين

 اعتقال صحافيين أمريكيينتمت عملية قمع الاحتجاجات بعيداً عن عيون الإعلام إلى حد كبير. فقد تمكنت السلطات من إبعاد وسائل الإعلام، عن المشهد. وحسب السيد نبيل رجب، فإن السلطات ترفض دخول الصحافيين الأجانب إلى البلاد، إلا إذا كانوا من وسائل إعلام "صديقة". لكن بعض الصحافيين الغربيين دخلوا البحرين مؤخراً، بصفة سائحين، كما يقول نبيل رجب: "الذين أرادوا الحصول على تأشيرات دخول كصحافيين رفضت طلباتهم، لكن المواطنين الأمريكيين والغربيين يمكنهم دخول البحرين للسياحة دون تأشيرة، وهذا ما فعله مثلاً، فريق من قناة سي أن أن، وقد قاموا بعملهم الصحافي في البداية دون ترخيص، وقد استضفتهم في بيتي. وقد تعرضنا جميعا للاعتقال، حيث اعتقل الصحافيون الأمريكيون لست ساعات، ثم أفرج عنهم، بعد أن طلب منهم عدم التحدث إلى الناشطين والمعارضين."

 الاعتقال القصير الذي تعرض له نبيل رجب بسبب استضافته للصحافيين الأمريكيين، هو الثاني خلال الأسابيع الماضية: "قبل أسبوعين اعتقلت لمدة ثلاث ساعات وتم تعذيبي بطريقة وحشية. ربما كانت هذه رسالة أن يتم تعذيبي بصورة مكثفة. دخلوا بيتي عند منتصف الليل وكسروا الأبواب ودخلوا حجرة النوم التي كنت فيها مع طفلتي النائمة، قيدوني وعصبوا عيوني وأخذوني تحت الضرب، وفي السيارة تعرضت للضرب والتعذيب، لكنهم أعادوني إلى المنزل بعد ثلاث ساعات، وأنا من بين الناشطين القلائل الذين أطلق سراحهم. معظم الناشطين هم الآن في السجن، أو مختبئين عن الأنظار، خوفاً من الاعتقال."

 التدويل بدل الحواروفيما تتواصل عمليات الاعتقال والإغارات على الأحياء والقرى التي يكثر فيها المعارضون، حسبما يؤكد السيد رجب، فإن محاولات التسوية السياسية متوقفة تماماً. يوقل السيد نبيل رجب: "لا يبدو أن السلطة على استعداد لأي حوار، بل تبدو متجهة إلى أبعد الطريق بعنفها ودمويتها وتعسفها."نجحت البحرين، ومن ورائها الحلفاء الخليجيون، في وضع حد للاحتجاجات الشعبية، وفي الوقت نفسه، في عدم التعرض لضغوط من الدول الغربية، عبر تحويل الاحتجاجات إلى جزء من الصراع الإقليمي. فقد صورت السلطات البحرينية والسعودية ما حدث في البحرين بأنه جزء من مساعي إيران للتمدد في المنطقة، من خلال الأقليات الشيعية في الخليج والشرق الأوسط عموماً الذين تربطهم بإيران روابط دينية مذهبية. وينفي نبيل رجب، شأنه شأن جميع الناشطين والمعارضين البحرينيين هذا الربط:

"الخلاف في البحرين ليس بين الشيعة والسنة، بل بين الشعب الذي لديه مطالب سياسية وحقوقية، وبين الأسرة الحاكمة التي تحاول أن تستفيد من الخلافات الطائفية في المنطقة، ومن كون غالبية المعارضة هي من الشيعة. السلطة تريد أيضاً أن تدول الخلاف وتؤقلمه، بجعله جزءاً من الصراع الإيراني- الأمريكي على النفوذ في منطقة الخليج، لهذا فإن رهاننا هو أن نثبت أن الخلاف السياسي هو خلاف محلي بحريني لا علاقة له بالصراعات الإقليمية أو الطائفية."

انتهی/158