ابنا : ودعت اذاعة " صوت العراق " التي تبث من بغداد في تعليق سياسي لها ، حكومة رئيس الوزراء المالكي ، الى قطع العلاقات مع السعودية والامارات وقطر والبحرين فورا، بسبب تورط هذه الدول ، بما اسمته مشروع " قتل طائفي " لشعب البحرين .
وطالبت اذاعة " صوت العراق " الحكومة العراقية الى ممارسة دور سياسي واعلامي يتناسب وحجم ما اسمته بـ " جريمة القتل التي ترتكب بحق الشعب البحريني " منددة بموقف وزير الخارجية هوشيار زيباري ووكيل الوزارة " لبيد عباوي " اللذين نددا في بيان للوزارة وفي تصريح للصحفيين بمواقف قادة سياسيين مؤيدة منددة بعمليات القمع والقتل الجارية بحق الشعب البحريني ، ووصفت الاذاعة موقف وزارة الخارجية وبيانها بانه " مواقف طائفية وليست سياسية " .
كما كرر تعليق اذاعة "صوت العراق" ، اتهامه للولايات المتحدة وبريطانيا بالتورط في مشروع " القتل الطائفي " لشعب البحرين والتغطية على جرائم "الابادة الجماعية " وتوفير واشنطن ولندن " غطاء دولي " للسلطات السعودية، في ممارسة عمليات" تصفية مذهبية " في البحرين وبالتالي ممارسة خطوات لأ " تطهير عرقي وطائفي " لاغلبية الشعب البحريني ، بسبب كونها من الشيعة، والعمل على احلال سعوديين وهابيين من المتطرفين مكانهم ، ومنحهم جنسية بحرينية ليكونوا من مزدوجي الجنسية في هذا البلد .
وحذرت اذاعة "صوت العراق "بان العمليات المنظمة الجارية في البحرين بدعم من قوات الاحتلال السعودي والاماراتي بمداهمة وتدنيس وتدمير مآتم حسينية واعتقال العلماء من رجال الدين وخطباء المنبر الحسيني والرواديد والشعراء الحسينيين كل ذلك دليل كاف بان الهدف هو الغاء الهوية الدينية والثقافية للشعب البحريني وفرض للمذهب الوهابي التكفيري بالقوة والاكراه على الاغلبية من الشعب البحريني وهم من الشيعة وهم المواطنون البحرينيون الاصلاء .
وفيما يلي نص التعليق
يوم بعد يوم يثبت للمراقبين ان ما يجري في البحرين من قتل وترويع واعتقال وتعذيب هو جزء من مشروع " امني سياسي طائفي " ينفذه نظام ال خليفة بمشاركة سعودية وامارتية ودعم مباشر من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا.
وهذا المشروع يهدف الى تحويل البحرين الى قاعدة عسكرية وامنية للسعودية في ظل خطط عملية لانهاء حتى ما كان موجودا عليه من قبل رغم السيطرة عليه وتحجيمه من دور سياسي واعلامي وثقافي وديني ومذهبي للاغلبية السكانية من الشعب البحريني وهم من الشيعة ، ومن هنا تكمن الابعاد الخطيرة لهذا المشروع الاميركي البريطاني الذي ينفذ في البحرين بادوات سعودية واماراتية وقطرية وبمشاركة من نظام ال خليفة .
ان التقرير السري الذي نشر عن الاتفاقية الخطيرة التي وقعها ملك البحرين مع السعوديين لتحويل البحرين الى " محافظة " سعودية واطلاق يدها للتغيير " الديموغرافي " للبلاد ومسخ هويته الثقافية والدينية التي تتبع مذهب اهل البيت عليهم السلام، بدات تفاصيله تتاكد يوما بعد يوم رغم محاولات النظام تكذيبها ، وذلك من خلال السعي الى فرض معتقدات المذهب التكفيري الوهابي وتطبيقه بالقوة والقمع على شعب البحرين ، وبدعم من قوات الاحتلال السعودي في هدم بعض الحسينيات وتدنيس البعض الاخر وتكزيق الملصقات العاشورائية واللافتا الحسينية وحرق كتب الادعية وتمزيقها وحرق حتى مساجد الشيعة .
ان المشروع الامني الطائفي الذي تنفذه السعودية والامارات بمشاركة نظام ال خليفة وبغطاء دولي من واشنطن ولندن ، يهدف دون اي شك الى الغاء وجود الاغلبية الشيعية في البحرين وفرض الفكر الوهابي التكفيري عليها ، بالاضافة الى العمل على احلال مئات الالاف من السعوديين ومرتزقة من سوريا والاردن والبلوش والبعثيين ، محل هذا الشعب والغاء الهوية الحقيقية للبحرين بتجنيس هؤلاء الغرباء فيما تسلب حقوق ابناء الشعب الحقيقيين .
ان هذه التطورات الخطيرة في البحرين وسط صمت النظام العربي عليها وتاييده لهذا المشروع الامني الطائفي الذي يستهدف هوية ووجود شعب عربي كامل رفض ان يكون جزءا من الهوية التكفيرية الوهابية ورفض ان يكون جزءا من المشروع الامني والسياسي الامريكي والبريطاني ، يستوجب من الحكومة العراقية ان تؤدي دورا سياسيا واعلاميا وشعبيا للاجهاض هذا المشروع والوقوف امام تنفيذه باستخدام امكانات العراق الدبلوماسية في هذا المجال ، ولكن الذي حدث هو العكس واذا بوزير الخارجية هوشيار زيباري يصادر راي الشعب العراقي وموقفه المؤيد لشع البحرين ، واذا بوكيل الوزارة " لبيد عباوي " يقفز فوق ارادة الشعب وممثليه في البرلمان وكثير من قادته السياسيين ، ويصف هذه المواقف بانها اساءة لعلاقات العراق مع دول عربية في مجلس التعاون الخليجي .
تعسا لهذه العلاقات التي تريد ان تكون على حساب التزام الصمت والرضى بقتل شعب كامل وابادته ، وتعسا هاذ التفكير " الخادع " والذي يريد ان يمرر جريمة الصمت على قتل الشعب البحريني الشقيق بحجج واهية وعبارات "رخيصة " .
ان بيان وزراة الخارجية التي ادان تصريحات قادة سياسيين وبلرمانيين ، وتصريحات وكيل الوزراة " لبيد عباوي " هي مواقف طائفية محضة ، وهي لاتعبر لا عن موقف دبلوماسي صائب ولا حرص على علاقات " مهلهلة " بين السعودية والعراق وبين الامارات والعراق وبين قطر والعراق ، وبين البحرين والعراق ، اذ ان هذه الدول اضرت بوحدة العر اق وامنه واستقراراه ، واشتركت كل منها في عمليات القتل الطائفي في العراق ودعم التنظيمات الارهابية التكفير الوهابية والتنظيمات البعثية الارهابية ، سواء بشكل مباشر او غير مباشر .
والمطلوب هو قطع طرد سفراء هذه الدول وقطع العلاقات معها فورا ، وتجنيد كل طاقات العراق لادانتها وادانة الولايات المتحدة وبريطانيا وتحذرهما من مغبى الاستمرار في قتل شعب البرحين وابادته وفرض المذهب الوهابي التكفيري الظلامي عليه بقوة الحديد والنار وبسطوة درع الجزيرة وكتائب سلمان الا منية التي تعرف باسم البلطجية " وهي ميليشيات سورية ويمنية واردنية وبلوشية مزودة بالسلاح ومخولة بالقتل دون تردد واختطاف وتعذيب من تشاء وقتما تشاء ومداهمة البيوت الامنة وترويع ساكنيها واختطاف ابنائها وبناتها .
ان ما يجري اليوم في البحرين من قتل وقمع واعتقالات وترويع واستباحة للاعراض وانتهاك للقيم الدينية والمبادئ الانسانية .. شئ لايصدق ولايعقل !
اذ كل ذلك يجري في ظل صمت مطبق من كبار دول العالم التي تدعي الدفاع عن حقوق البشر وعن مبادئ الحرية والتعبير السلمي ورفض عمليات القمع والاعتقال والتعذيب والقتل ، بل كل ذلك يجري على مقربة من مكان اوسع قنتاتين عربيتين انتشارا ، و التابعتين لقطر والسعودية، فقناة العربية التي رفعت شعار " لتعرف اكثر " تتجاهل مايحدث في البحرين لتؤكد للمشاهدين ان شعارها الحقيقي هو " لتكذب اكثر " ، وقناة الجزيرة التي ترفع شعار " الراي والراي الاخر " واذا بها عند قضية البحرين وقتل شعب البحرين تستبدل شعارها لترفع شعار اخر بديلا لها " الراي الواحد فقط " ولامكام للراي الاخر اذا كان الامر يتعلق بالبحرين!
ولاول مرة في التاريخ الحديث ، تجري عمليات القتل والقمع والارهاب والترويع والتعذيب في ظل سمع وبصر كبار ادعياء الدفاع عن حقوق البشر والدفاع عن الحريات .. وهم الامريكيون والبريطانيون والفرنسيون والالمان ..وهم صامتون ساكتون خامدون .. كل هذه الدول لديها سفارات في البحرين بل ان الولايات المتحدة وبريطانيا لديهما وفي قبضتهما كل البحرين وليست سفارتهما فقط ،تتحكمان بمفاصله الامنية والمخابراتية والسياسية والاعلامية ، فاين هما عما يجري في البحرين من اغتيال لشعب كامل في وضح النهار .
لقد جاء الرئيس اوباما بشعار التغيير .. فعن اي تغيير يتحدث الرئيس الامريكي..؟ هل شعار"التغيير" الذي دعا اليه الرئيس اوباما ، هو استبدال اغتيال معارض في شارع ما في مدينة ما ، باغتيال شعب كامل نساء ورجالا واطفالا وشبابا وفتيانا امام مراى ومسمع العالم كله .
هل شعار " التغيير " الذي اعلنه الرئيس اوباما .. هو استبدال رجل الامن الفظ الغليظ الذي يراقب ويعتقل ويعذب وينتهك القيم الانسانية كلها .. ثم يدفن ضحيته سرا ... يستبدله بحاكم ووزير ودولة وجيش وبلطجية ليقوم كل اولئك باغتيال شعب وتصفيته وابادته وممارسة التطهير العرقي والطائفي معه .. علنا جهارا كما يحدث في البحرين ..
هل تطبيق شعار التغيير الذي رفعه الرئيس الامريكي اوباما هو بدفع حكومات ظالمة مستبدة لاستبدال مسدسات كاتمة للصوت في اغتيال المعارضة ، بوسائل اخرى اكثر جدوى ونفعا وبطشا في تصفية المعارضة ، واستبدال ذلك المسدس البائس الذي لايحصد كثيرا من ضحاياه ، استبداله بالدبابات والبنادق الرشاشة وقنابل الغاز الخانقة وبطائرات الاباتشي كما يحدث في البحرين .
ان ما يحدث في البحرين اكثر مما هو متوقع حدوثه حتى في المواجهات بين الشعب الفلسطيني الصامد وبين قوات الاحتلال الصهيوني ، فعلى اقل التقديرات هناك اعلام مرئي ومسموع يغطي كل هذه المواجهات وبشكل مباشر ، اما في البحرين فكل القتل والتدمير والاعتقال والتعذيب والترويع يتم في خفاء ومنع لحضور اية وسائل اعلام عربية او اجنبية .
وكل ذلك يجري في ظل صمت مطبق من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ، بل وبتواطؤ مكشوف ومفضوح من لندن وواشنطن مع قتلة الشعب البحريني ومحتلي بلاده.
فهاهو وزير الدفاع البريطاني وليم فوكس يلتقي كبار رؤوس النظام في البحرين ويصافحهم ويهنئهم بالانجازات والتنمية ، فعن اية انجازات وتنمية يهنئ وزير الدفاع البريطاني .. بالطبع انه يهنئ بنمو وتصاعد عدد القتلى والمعتقلين..
وانه يهنئ ويبارك بالانجازات في مجال القمع والتعذيب ، والا عن اية تنمية في البحرين يتحدث وزير الدفاع البريطاني ،وهي التي امست سجنا موحشا ومرعبا يسجن في شعب كامل وتعتقل فيه امة كاملة بتاريخها وحضارتها وعطائها للانسانية.
ان تورط البريطانيين والامريكيين في جريمة ابادة شعب البحرين باتت قضية يفهما الطفل في البحرين ويتحسسها الجنين في بطن امه في البحرين ويسمع دويها وقعقعتها الاصم في البحرين وخارج البحرين ..
فاين شعارات الدفاع عن حقوق البشر واين شعارات الوقوف مع تطلعات الشعوب واين شعارات حق التظاهر والتعبير الس