وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الأربعاء

٢٣ مارس ٢٠١١

٧:٣٠:٠٠ م
233002

بيان قوي لآية الله الشيخ السند بشأن أحداث البحرين والعصيان المدني

... هذا موقع متقدّم جدًّا قد وصل إليه الشعب في البحرين، فما هي إلاّ خطوات عصيبة ويشرف الشعب البطل على ساحة النصر والظفر، فإنّ رياحه وروائحه تصكّ مشام الأحرار...

وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ أصدر «آية الله الشيخ محمد السند» بیانا هاما بشأن الأحداث الاخيرة في البحرين والعصيان المدني، والنص الکامل لهذا البیان أدناه:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله قاصم الجبارين مبيد الظالمين والصلاة والسلام على أعظم الصابرين محمد وعلى آله أئمة أصحاب اليقين.

وبعد ؛

فقد قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ) الرعد: ١١، فقد حتّم تعالى أن التغيير ليس بالجبر ولا بلحظة الإعجاز، بل لا جبر ولا تفويض، بل أمر بين أمرين، فمن يستقم يمدده الله تعالى بالمدد والنصر، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا *هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا) الأحزاب: ٩ – ١٢، فالزلزال العسكري للجيوش الغازية يجب أن لا يزلزل إرادة المؤمنين ولا يهدّ من عزمهم وصبرهم، وقد قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) البقرة: ٢١٤، وقال تعالى: (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلا) الأحزاب: ١٨.

ويذكر بعض أصدقاء شعبنا في البحرين؛ حيث يطالب بفتح حوار بين المعارضة والنظام؛ كي لا يؤدّي الوضع إلى تدخّل طرف أجنبي في أوضاع البلاد. ويذكرني هذا النداء منه بندائه عندما كان صدام البعث يتهاوى للسقوط بفتح الحوار بين صدام الدم والمعارضة العراقيّة، وكان هذا الحوار بمثابة إنقاذ لصدام. مع أنّ البحرين قد استباحها النظام للجيوش وللقواعد العسكريّة الأجنبية؛ فأي وقاية عن التدخّل ينادي بها.

وربما يقول قائل قد كفانا ما حصل، وهذه المقولة هي هدر لكل التضحيات التي حصلت ولدماء الشهداء وللجهد العظيم الذي قدمه شعبنا الصابر. ثمّ إن هذا القائل الذي يريد أن يرجعنا إلى المربع الأوّل ويبقى السرطان والأزمة على حالها، فإن ذلك سوف يعاود تفجير الوضع، وللجديد من التضحيات والدماء وهلمّ جرًّا، وربّ قائل يقول: اقتصاد البلد سينهار. وهذا القائل يُساءَل عن اقتصاد البلد يصبّ ريعه وثماره في جيب مَن؟!. أو يقول قائل أنّ فوات سنة دراسيّة على الطلاّب خسارة، فيُساءَل هذا القائل: وما مصير الطلاّب عند تخرّجهم؟ حيث يظلون سنينًا عاطلين عن العمل وتكوين مستقبلهم. أو قائل يقول: إنّ قلّة الموادّ الغذائيّة أو الأدوية ... لا تسمح بالاستمرار. فيساءَل: ألم تسمع قوله تعالى: (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) آل عمران: ١٤٠ ، وقال تعالى: (وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) النساء: ١٠٤ .

بل إنّ نظام العائلة هم أهل الرفاه والرخاء والبطر لا يتحمّلون جشوبة العيش وخشونته واضطرابه، فهم أضعف إرادةً من الشعب، وهم يَسْتعْطون الشعب أن يلين ويتراجع؛ فإنه بات واضحًا أنّ أركان النظام قد خارت قواهم وتزلزلت إرادتهم أمام الإرادة الصلبة للشعب الصامد، وهم ومن يساندهم من الأنظمة على ذعر ورعب من انتقال عدوى التغيير إلى القطيف والمنطقة الشرقيّة والأحساء وبقية البلدان الخليجيّة، وهم في ورطة أمام الرأي العام الدولي والإقليمي والعربي والإسلامي. وأركان النظام في زلزال كبير وذعر واضطراب وها هم يلتمسون ويستجدون من الشعب التهدئة. وهذا مما يدلّ بكلّ وضوح أنّ الاحتجاجات السلميّة وضرورة مواصلة العصيان المدني بات أكبر قوّة وقدرة تزلزل أركان النظام وتحرجه أمام المشهد العالمي والإقليمي فضلاً عن تهاويه في الداخل.

كيف لا وهو لا يستطيع أن يسيطر على الوضع في الداخل إلا بجيوش لعدّة أنظمة وفي الحقيقة أن جمع من الأنظمة عاجزة عن السيطرة على إرادة هذا الشعب، وهذا موقع متقدّم جدًّا قد وصل إليه الشعب في البحرين، فما هي إلاّ خطوات عصيبة ويشرف الشعب البطل على ساحة النصر والظفر، فإنّ رياحه وروائحه تصكّ مشام الأحرار.

وأتقدّم بعظيم الإجلال والإكبار لعوائل الشهداء وعوائل الجرحى بأنّكم فخار سيظلّ ناصعًا في جبين تأريخ شعب البحرين، وإنّه لتاج أبديّ يزهر لكم في دار الدنيا والآخرة، فهنيئًا لكم هذا المقام وهنيئًا لكم هذه المكانة التي حظيتم بها عند الله ورسوله وأهل بيته الطاهرين.

إنّ الله مع الصابرين ومع المحسنين ومع المتقين والعاقبة لهم.

صادر عن مكتب سماحة آية الله الشيخ محمّد السند

النجف الأشرف

الثلاثاء 16 ربيع الثاني 1432هـ 22مارس 2011م

...................

انتهی/158