بسم الله الرحمن الرحيم
بيان سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي عن الأحداث الجارية في البحرين
تخرج جماهير واسعة من الشعب البحراني هذه الأيام للقيام باعتصام مدني واسع في ساحات المنامة وشوارعها وسائر المدن والقرى البحرانية للإعلان عن اعتراضهم على الإجراءات التعسفية التي يقوم بها النظام الملكي العائلي في البحرين تجاه الأكثرية الشيعية في هذا البلد.وقد تصدى رجال الأمن والشرطة بقسوة كبيرة لهذا الاعتصام المدني الذي شاهدناه لشباب البحرين، رجالاً ونساءً، على شاشات التلفزيون. . وسقط من جرّاء هذه المواجهة اللاإنسانية في اليوم الأول شابان بحرانيان هما: الشهيد علي المشيمع والشهيد فاضل المتروك رحمهما الله وسقط عدد من الشباب جرحى على يد رجال الشرطة والأمن الموالين للنظام، وسقط فجر هذا اليوم أربع شهداء آخرون رحمهم الله وعدد كبير من الجرحى من المعتصمين.وتضم سجون البحرين اليوم عدداً كبيراً من خيرة شباب البحرين سلبهم النظام البحراني حرّيتهم ومستقبلهم واستقرارهم إلى جنب عوائلهم لأنهم طالبوا برفع التمييز عن الأكثرية الشيعية في البحرين، في حقوق المواطنة، والتوظيف، والحقوق السياسية، ورفع الظلم والحيف والتمييز عن شعبهم وأهلهم.وقد واجه النظام هذه النداءات التي رفعها علماء البحرين ومثقفوهم وجماهير الشعب البحراني بالعنف والإرهاب وكمّ الأفواه، فسقط في هذه المواجهات منذ سنين طويلة عدد كبير من الشهداء رحمهم الله في الدفاع عن بلدهم وأهلهم. واعتقل النظام عدداً كبيراً من العلماء والمثقفين ولاسيما من جيل الشباب وأودعهم السجون، ولا زال عدد كبير منهم مغيبين في السجون محرومين عن عوائلهم ومستقبلهم وحريتهم، وكان منهم آية الله المجاهد الشيخ عبد الأمير الجمري (رحمه الله) الذي توفي بعد عذاب طويل تلقاه في سجون النظام البحريني سنين طويلة.ويخرج اليوم جماهير واسعة من الشعب البحراني في مظاهرة ومسيرة سلمية واعتصام سلمي ومدني واسع في ساحات العاصمة يطالبون بإيقاف أعمال التمييز في وظائف الدولة وفي حقوق المواطنة، وفي فرص الدراسة الجامعية، والمواقع الحكومية والعسكرية والأمنية في بلدهم، ويطالبون بإيقاف التجنيس الذي يمارسه النظام منذ زمن طويل لإلغاء الأكثرية الشيعية في البحرين بصورة مخططة ومنظمة ومدروسة وواضحة، وتعديل الدستور الذي يكرّس حالة التسلّط للملك وعائلته ويلغي دور الشعب في تقرير مصيرهم السياسي، وإقالة رئيس الوزراء (عمّ الملك) الذي يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الفساد الإداري والتمييز والتجنيس الظالم الذي يجري في البحرين، كما يطالبون بإطلاق سراح السجناء الشباب الذين حرمهم النظام الملكي في البحرين من حريتهم ومستقبلهم واستقرارهم إلى جنب عوائلهم من غير أي جريمة، إلا أنهم يطالبون بحقوق المواطنة لشعبهم وأهلهم بصورة عادلة.إن الشعب البحراني يرفع ظلامته وصرخته إلى كافة الجمعيات ومؤسسات حقوق الإنسان في العالم التي طالما شهدت خلال السنين المتقدمة بعدالة قضية الشعب البحراني وطالبت من الحكومة البحرانية الكف عن حالات التمييز والاضطهاد الطائفي تجاه هذا الشعب.كما ترفع جماهير البحرين ظلامتهم وصرختهم إلى المسلمين جميعاً ليتضامنوا معهم لإسنادهم وتأييدهم في قضيتهم العادلة.وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم).وتدعو جماهير الشعب البحراني حكام البحرين إلى الكف عن ممارسة العنف والإرهاب إزاء نداءات وهتافات هذا الشعب، والتعامل معهم من موقع الحوار والتعاطي بإحسان، واحترام حقوق المواطنة والعدالة في التعامل مع كل شرائح الشعب البحراني، دون تمييز واضطهاد.نسأل الله تعالى ان ينصر هذا الشعب المظلوم المضطهد في قضيته العادلة ويحفظه في كنفه من ظلم الظالمين.
محمد مهدي الآصفيالنجف الأشرففي 14 ربيع الأول 1432هـ
انتهی/137