وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وکالات
الاثنين

٧ فبراير ٢٠١١

٨:٣٠:٠٠ م
224974

فشل الغرب في توقع ثورتي تونس ومصر

فاجأت الثورتان الشعبيتان في تونس ومصر الحكومات الغربية بشكل كامل، خاصة وأن أجهزة استخباراتها فشلت في توقع حصولهما.

 ابنا : وتجري نقاشات حاليا حول أسباب الفشل، خاصة في الولايات المتحدة حيث انتقد الرئيس أوباما عجز استخباراته.

 ظهر بوضوح مرة أخرى في مؤتمر الأمن في ميونيخ أن رؤساء الدول والحكومات الغربية، وكذا وزراء خارجية ودفاع تلك الدول، بالإضافة إلى مجموع خبراء الأمن المشاركين فيه، فوجئوا بأحداث تونس ومصر التي وقعت.

 ومن هنا بات من الصعوبة بمكان طرح تحليل لتلك الاضطرابات، وللنتائج الإستراتيجية التي ستترتّب على كامل المنطقة. ويطرح هذا الأمر سؤالا حول حجم الفشل الذي أصاب أجهزة الاستخبارات الغربية.

 ويدور النقاش في الولايات المتحدة منذ فترة بعد أن وجه الرئيس باراك أوباما انتقادات إلى أجهزة استخباراته على تقديراتها الخاطئة للتطور الحاصل في البلدين، خصوصا عجزها عن تقدير وتيرة تطور الأمور.

 ويبدو أن هذه الأجهزة أظهرت عجزا كبيرا في عملها وفهمهما للأمور، بعد أن انطلقت وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إي" من أن الجيش التونسي سيدافع عن الرئيس بن علي، لكن الذي حصل أن لا الجيش ولا القوى الأمنية فعلا ذلك، ما نتج عنه فرار بن علي وعائلته إلى السعودية.

 وسارعت الاستخبارات الأميركية للدفاع عن نفسها قائلة إنها أخذت بالطبع المظاهرات التي قامت في تونس مأخذ الجد، لكنها اعترفت بأنها انتظرت أن يحصل بن علي على دعم أقوى من جانب القوى الأمنية. وأوضح ضابط أميركي كبير في مقابلة تلفزيونية أن "المسؤولين الأمنيين قللوا من شأن إمكانية انتقال الاضطرابات من تونس إلى مصر بمثل هذه السرعة".

 وينطبق هذا الأمر على الاستخبارات الأوروبية أيضا. فحسب قول رئيس سابق للاستخبارات الألمانية فانه من الصعب جدا التكهن بوقوع أحداث تستند إلى ديناميكية ذاتية الحركة، والأصعب من ذلك هو تحديد موعد حدوثها، مضيفا أن مثل هذا الأمر خارج عن قدرة الاستخبارات رغم أن المنطقة موضوعة تحت مظلة المراقبة.

 وتبدو أجهزة الاستخبارات الغربية حذرة حاليا، وتجد صعوبة كبيرة في التكهن بمجرى الأمور في مصر بفعل وجود عوامل عديدة غير مستقرة. ويرتبط هذا الأمر بالمتغيرات على أرض الواقع وبالتشكيلات الجديدة للسلطة التي هي في طور التكوين. ولا يبدو مستبعدا انتقال الأجواء الثورية إلى بلدان أخرى مثل الأردن واليمن.

 ولا يستطيع أحد القول إلى أي حدّ تبدو فيه السعودية مستقرة. ورسم السيناتور الأميركي جون ماكين في مؤتمر ميونيخ للأمن صورة مظلمة لمصر، تحدث فيها عن استئثار مجموعات راديكالية بالمزيد من السلطة مقابل تفتت القوى المعتدلة.

 واتفق خبراء الأمن على أن المرحلة الانتقالية تتسم بأخطار كبيرة، خصوصا بسبب توقعات السكان التي تتزايد يوما بعد يوم. وأي حكومة جديدة ستتشكل في مصر ستواجه، بغض النظر عن الفئة التي ستدير البلد، مشاكل أهمها تحقيق الآمال العالية المطروحة حاليا.

انتهی/137