ابنا : فيما يلي بعض الخيارات أمام السياسية الاميركية:
تحقيق توازن (السيناريو الاكثر ترجيحا)
زادت الولايات المتحدة وبصورة رئيسية من خلال وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون من دعواتها لحكومة مبارك لتحقيق اصلاحات سياسية واقتصادية وأن تكبح قوات الامن عن الهجوم على المواطنين. لكنها أوضحت أيضا عدم تخليها عن مبارك وانها تتطلع الى العمل مع الحكومة المصرية لتنفيذ اصلاحات.
والنتيجة هي محاولة لتحقيق توازن يشير محللون الى أنه يستهدف وضعا تستطيع الولايات المتحدة معه التعامل مع من سيخرج منتصرا.. حكومة مبارك أو من سيخلفه.
وقال كينيث بولاك مدير مركز سابان لسياسة الشرق الاوسط في معهد بروكينغز بواشنطن " الخيط الرفيع الذي يتعين على الحكومة أن تسير عليه هو أنه من المحتمل أن ينجو النظام."
وقال بولاك "تاريخ الثورات يقول انها تنجح فقط عندما تفقد الحكومة الارادة أو القدرة على استخدام العنف والى الان لم يحدث شيئا في مصر يشير الى حدوث أي من الامرين."
دعم مبارك الى أقصى طاقتها (غير مرجح)
مبارك وهو ضابط سابق في القوات الجوية حل محل الرئيس الراحل أنور السادات الذي اغتيل في عام 1981 شريك للولايات المتحدة بسبب دعمه معاهدة التسوية مع الكيان الاسرائيلي ودعمه لتحقيق تسوية أوسع نطاقا بين العرب وكيان الاحتلال ومساعدته في محاربة "الارهاب" وقضايا أخرى.
وكان الاستقرار في مصر في العقود الثلاثة الماضية قيمة كبيرة بالنسبة للكيان الاسرائيلي التي لم يكن لديها ما يقلقها بشأن الجبهة االمصرية منذ معاهدة التسوية في عام 1979 التي نتجت عن اتفاقيات كامب ديفيد التي تم التوصل اليها بوساطة الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر.
اذا كانت الولايات المتحدة ستمنح مبارك دعما غير محدود فانها تخاطر بأن تقف على الجانب الخاطئ من التاريخ وبالتمسك بزعيم متسلط تستخدم قواته الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه ضد المحتجين.
وبينما وصفت كلينتون حكومة مبارك بأنها مستقرة يوم الثلاثاء تحولت ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما تدريجيا عن تأكيدها بجعل دعوتها من أجل الاصلاح أكثر تركيزا وبدعوتها القاهرة يوم الجمعة " لكبح" قوات الامن لديها.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي "الاصلاحات ضرورية بشكل مطلق لخير المصريين. وأضافت موجهة حديثها لزعماء الشرق الاوسط بشكل عام "عليهم أن ينظروا لمجتمعاتهم كشريك وليس كتهديد."
التخلي عن مبارك أو معاقبته (الاقل ترجيحا)
اذا أدارت ادارة أوباما ظهرها لمبارك فانها ستتخذ عددا من الخطوات من بينها:
- تخفيض بعض أو كل المساعدات السنوية التي تقدمها واشنطن للقاهرة سنويا والبالغ حجمها 1.3 مليار دولار للمساعدات العسكرية ومساعدة اقتصادية حجمها حوالي 250 مليون دولار.
- مطالبة مجلس الامن التابع للامم المتحدة بأن يتعامل مع قضية قمع المحتجين في مصر.
- التنديد بالقمع علانية.
- ابلاغ مبارك من وراء الكواليس أنه يتعين عليه أن يتنحي.
والتخلي عن حليف قديم كهذا قد يرسل اشارة شديدة لحلفاء اخرين للولايات المتحدة بأنه لا يمكن الاعتماد على واشنطن وقد تدفعهم الى توثيق علاقاتهم مع اخرين.
وقال جون ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "هذا سيكون حقيقيا بالنسبة لدول أخرى حليفة في أنحاء الشرق الاوسط (كعلامة على) امكانية الاعتماد على صديق اميركي."
وبغض النظر عما تفعله واشنطن فان نفوذ الولايات المتحدة قد يكون محدودا تماما.
وقال الترمان "الامر ليس بيدنا. "انه بيد مصر... والادراك الواسع والعميق هو أن الحكومة لم تحقق شيئا لشعبها." وأضاف " دورنا هامشي في أحسن الاحوال."
انتهى/158