وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : geocities
الاثنين

١٥ يونيو ٢٠٠٩

٧:٣٠:٠٠ م
167586

في ذكري وفات مدافع التشيع

آية الله السيد مرتضى العسكري

 ولد العلامة العسكري في جمادي الثانية عام (1332هـ، 1911م) في مدينة سامراء في العراق، من عائلة علمية هاجرت من المدينة المنورة الى مدينة ساوة في ايران.

 

توفى والده وهو ما يزال طفلا صغير وتعلم القراءة والكتابة في البيت، وحين بلغ العاشرة دخل الحوزة العلمية في سامراء في عهد الميرزا الشيرازي (قد) و طوى في هذه الحوزة دروس المقدمات و السطوح.

شغف ومنذ صغره بقراءة الكتب، وخصوصا كتب السيرة النبوية وسيرة أهل بيته (ع) وسيرة الأصحاب، وكتب التاريخ وكتب الرحلات كرحلة ابن جبير و ابن بطوطة ورحلات الأوربيين إلى المشرق، والكتب التي كانت تروي قصة استعمار البلاد الإسلامية وتبين ما يجري من حوادث مهمة على الأمة الإسلامية آنذاك.

وفي هذه الفترة انتقلت المرجعية في إيران إلى آية السيد البروجردي (رح) وفي عهده عاشت الحوزة في قم أوضاعا جيدة قياسا إلى الحوزة في العراق، ومن هنا قرر العلامة العسكري الهجرة إلى قم مرة أخرى لطرح مشروعه الخاص بمدرسة للعلوم الدينية على الطريقة التي يراها هو، وقد وافق السيد البروجردي (قد) على مشروعه، غير أن قيام قضية تأميم النفط في زمن (مصدق) وما صاحبها من مشاكل مع آية الله الكاشاني أدت إلى أن يتعثر إنجاز ذلك المشروع ولذا قرر الرجوع إلى العراق مرة أخرى.

عاد العلامة العسكري بعد عام (1363هـ، 1942) إلى العراق، وفي هذه المرة ذهب إلى بغداد وسكن منطقة الكريعات ثم تحول الى منطقة البياع ثم الى منطقة الكرادة الشرقية في عام1961م وفيها توسعت مشاريعه العلمية وتعمقت علاقته بمرجعية الامام الحكيم بشكل خاص.

وفي عام (1389هـ، 1968م) اضطر وبسبب ممارسات حكومة حزب البعث في العراق إلى الهجرة من العراق إلى لبنان ومنه إلى إيران ولا يزال فيها إلى وقتنا الحاضر(1423هـ، 2002م) حيث لا يزال يمارس نشاطه في الدرس والتأليف مع الاضطلاع بمهمة عمادة كلية اصول الدين في طهران وقم متع الله المسلمين بطول عمره الشريف وابقاه ذخرا وسندا لهم.

تأسيس المدارس والمعاهد العلمية:

كان العلامة العسكري من اوائل العلماء المصلحين في العراق الذي اكتشفوا حقيقة المناهج التربوية والتعليمية التي قررها المستشارون الأجانب في دوائر التعليم الحكومية للناشئة في البلاد الاسلامية، واكتشف بعد دراسة مقارنة التفاوت والبون الشاسع بين المناهج التي تدرس في المانيا وفرنسا واليابان ومثيلاتها المقررة في بلادنا الخاضعة لنفوذهم، حيث تبين له ان مدارسهم ومناهجهم تأخذ الشباب والطلبة لتهيئهم وتعدهم كوادر متخصصة وطاقات عاملة في مختلف جوانب العلوم والمعرفة بينما تأخذ مدارسنا وكلياتنا الناشئة والشباب لتخرجهم موظفين في دوائر الدولة ومن هنا كان العلامة العسكري يسمي مدارس ذاك الوقت بـ(معامل تحضير الموظفين) وهكذا توصل الى تحديد وتعيين أحد وأهم الاسباب الحقيقية لتخلف مجتمعاتنا الإسلامية آنذاك. هذا من ناحية المدارس الحكومية.

أدرك العلامة العسكري هذه الحقيقة بشأن المدارس الحكومية والحوزات العلمية، فحاول أن يعمل شيئا لاصلاح الوضع.

فنحج العلامة العسكري في تأسيس العديد من المدارس والمعاهد التربوية وفق المنهج والخطة التي رسمها وهي كما ما يلي: 1 ـ مدرسة الامام الجواد في الكرادة الشرقية ـ بغداد. 2 ـ مدارس بغداد الجديدة ـ بغداد. 3 ـ مركز تعليم البنات ـ بغداد. 4 ـ مدارس الزهراء للبنات ـ بغداد بإشراف الشهيدة بنت الهدى. 5 ـ مدارس الامام الصادق (ع) ـ البصرة. 6 ـ ثانوية الامام الباقر (ع) ـ الحلة. 7 ـ ثانوية الامام الحسن ـ الديوانية ـ وقد كانت تحت إشراف الشيخ محمد مهدي شمس الدين قبل أن تصبح بعهدة جمعية الصندوق الخيري. 8 ـ وكانت هناك روضة الزهراء للاطفال ـ بغداد.

كلية اصول الدين في بغداد:

وكانت كلية أصول الدين الانجاز الأهم للعلامة العسكري، حيث أسسها في بغداد (1963) لتكون نواة لجامعة اسلامية متكاملة وقد خرجت عدة دورات قبل أن يقرر نظام البعث المتفرعن الغائها.

وفي عام (1397هـ، 1979م) قام العلامة العسكري بتأسيس المجمع العلمي الاسلامي في طهران ليمارس من خلاله دروسه العلمية وتطوير الكتب الدراسية الحوزوية على مستوى المقدمات وقد قدم هذا المجمع خدمات جمة للعالم الاسلامي على مستوى ارسال المبلغين وتأسيس المدارس وتهيئة المناهج وطبع الكتب.

لئن استطاع النظام البعثي غلق كلية اصول الدين في بغداد ليحرم ابناء الأمة الإسلامية من فرصة الاستفادة منها ومن العلوم التي كانت تدرس فيها فان الله سبحانه وتعالى قد عوض العلامة بعد عمر تجاوز الثمانين، بأن وفر له فرصة اعادة تأسيس كلية أصول الدين مرة أخرى بفروع وامكانات أفضل حيث تم افتتاح هذه الكلية في عام (1417هـ1996م) في قم وبعدها بعام فتح لها فرعا في طهران وبعدها بعام آخر فتح لها فرع في دزفول. كما ان مراحل الدراسة فيها شملت البكلوريوس والماجستير والدكتوراه.

نشاطه الاجتماعي:

لم يكن العلامة العسكري بمعزل عن ساحة العمل الاجتماعي وهو الذي أحس مبكرا بما يعانيه مجتمعه وما يقاسيه من المآسي والآلام، ومن هنا فقد اتسع عمله ليشمل كل زاوية من زاوية العمل يستطيع من خلالها ان يقدم العون والمساعدة لمجتمعه ويعينه على ان يتجاوز محنته ومشاكله، وكانت نظريته اطال الله عمره تنطلق على اساس ان العمل المثمر لابد وان يقوم على أساس المؤسسات لا العمل الفردي وان كان للعمل الفردي فوائده ايضا، ومن هنا قام وبمعونة العلماء الآخرين بتأسيس:

1. جمعية التربية الإسلامية.

2. جمعية الصندوق الخيري الاسلامي: وقد أسس هذه الجمعية السيد هبة الدين الشهرستاني وكان أول رئيس لها ثم تولى العلامة العسكري رئاسة هذه الجمعية بعده. وقد تولت جمعية الصندوق الخيري.

أ. فتح مستوصف الرعاية الإسلامية في الكرادة الشرقية.

ب. فتح مستوصف الرعاية الاسلامية في الكاظمية.

وقد كانت على وشك الشروع ببناء مستشفى الامام الحسين (ع) و لكن المشروع لم يتم.

ج. كما تبنت العديد من المدراس التي اسست انذاك.

حركته و نشاطه السياسي:

بداية تحركه السياسي:

تحدث العلامة العسكري عن بداية تحركه السياسي قائلا (كانت بداية تحركي السياسي منذ رأيت عمل الآخرين من أجل تأسيس حكومات وقد ساعد الجو الديمقراطي السائد أيام الحرب الثانية والصراع بين الدول الديمقراطية والشيوعية والنازية على فتح آفاق العاملين الإسلاميين سواء في مصر او العراق على هذه الحقيقة. في هذه الفترة تساءلت لماذا لا نستبدل تأسيس المدارس بالمطالبة بالحكم الإسلامي خصوصا مع مطالبةكل الفئات الضالة بالحكم؟ ومن هنا آمنت بفكرة قيام حكم اسلامي، ورأيت أن اطرح هذه الفكرة واباحثها مع علماء ذلك الوقت والمراجع المتصدين، واتذكر انني سألت المرجع الراحل الامام الحكيم (رح)، قلت له: لو رجع اليكم يا فقهاء الشيعة ـ المسلمون وطلبوا منكم اقامة الحكم الاسلامي، أي حكم في عصر الغيبة ترون صحة اقامته؟ ففكر (رح) مليا وقال: نحن نطالب بتنفيذ الاحكام ولما لم يرد نص في كيفية الحكم فنحن في سعة فنرجع الى أهل الخبرة ونسألهم أي نوع أصلح نطلب اقامته). وسألته مرة أخرى، ولم تكن واردات النفط قد بلغت ما هي عليه اليوم، قلت: لو أعطيت لكم مقاليد الحكم وأردتم إقامة الحكم، فمن أي باب تسدون ميزانية الدولة؟ فكر (رح) مليا وقال: تطرح علينا اليوم مسائل لم يسبق أن طرحت على السابقين، هذه المسائل جديدة وينبغي أن نرجع إلى المصادر ونلتمس الادلة. كانت كل هذه البدايات قبل قيام السيد الامام الخميني (رض) في مقابلة شاه إيران.

(انتبهت الى اننا ولمواجهة الوضع الذي ساد الساحة انذاك لابد ان نفعل شيئا ولكن اتحدث مع من؟ وفيما انا اعيش هذه الافكار جاءني المرحوم السيد مهدي الحكيم حاملا رسالة من السيد محمد باقر الصدر فتحت الرسالة وكانت تقول يحمل كلامي اليك السيد مهدي الحكيم، سألت السيد مهدي رحمه الله فقال لي بأنني والسيد الصدر نفكر بتأسيس حزب اسلامي وان السيد قال اذا وافق السيد العسكري فأننا نستطيع السير في ذلك،