وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر :
الاثنين

١٥ يونيو ٢٠٠٩

٧:٣٠:٠٠ م
158942

نبذة عن حیاة آیت الله بهجت(رحمه الله)

یا ایتها النفس المطمئنة ارجعي الی ربک راضیة مرضیة

العالم الرباني آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت (رحمه الله)

ولادته :

ولد سماحة الشيخ البهجت أواخر عام ( 1334 هـ ) ، في مدينة فومن ، ويعتبر والده محمود الكربلائي البهجت من الرجال المعتمدين في تلك المنطقة .

دراسته واساتذته :

أنهى دراسته الابتدائية بمدينة فومن ، ثم أكبَّ على تعلّم العلوم الدينية .ثم هاجر إلى مدينة قم ، عام ( 1348 هـ ) ، بعد إتقانه للأدب العربي في مدينة فومن ، وأقام فيها مدة قصيرة .رحل بعدها إلى مدينة كربلاء المقدسة ، وحضر دروساً لكبار الأساتذة هناك .ثم غادرها بعد ذلك إلى مدينة النجف الأشرف ، سنة ( 1352 هـ ) لإكمال دراسته ، فدرس الإشارات لابن سينا ، والأسفار للملاَّ صدرا الشيرازي .

ودرس الفقه والأصول لدى المرحوم محمد كاظم الشيرازي ، والسيد حسين البادكوبي .

ودرس بحوث الخارج على يد الآيات العظام : الشيخ ضياء الدين العراقي ، والشيخ محمد حسين النائيني ، والسيد أبو القاسم الخوئي ( قدس سرهم )

كما حضر دروس آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الغروي الإصفهاني ، المشهور بالكمباني ، وآية الله العظمى السيد أبي الحسن الإصفهاني .

ثم عاد إلى إيران عام ( 1356 هـ ) ، ليحضر دروس آية الله العظمى الكوهكمري ، وآية الله العظمى السيد البروجردي في الفقه والأصول .

تدريسه :

بدأ سماحة الشيخ بتدريس البحث الخارج في الفقه والأصول منذ قرابة ( 50 ) عاماً ، ويُعزى السبب في عدم اشتهاره كونه قد اعتاد التدريس في منزله .

مؤلفاته :

نذكر من مؤلفاته ما يلي :

1 - رسالة توضيح المسائل .

2 - مناسك الحج .

3 - دورة كاملة في الأصول .

4 - حاشية على مكاسب الشيخ الأنصاري .

5 - كتاب الطهارة ( شرح شرائع الإسلام ) .

6 - دروة كاملة في كتاب الصلاة

عبادته:

وعندما تنظر إلى عبادته تراها عبادة أسطورية، وبعيدة عن التصديق، وهي كالعبادة التي تنقل عن الأولياء الماضين.. فهل تصدق بأنه يصلي صلاة الليل كل يوم بهدوء وتأن، ويقرأ كل يوم زيارة الجامعة الكبيرة، وزيارة عاشوراء الكاملة مع اللعن والسلام مائة مرة، ويقرأ دائماً دعاء الصباح، وزيارة سيدة نساء العالمين، والسيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها، ويصلي دائماً صلاة جعفر الطيار، ويسجد السجدات الطويلة دائماً، ويذكر الله –تعالى- في كل حين ومن دون انقطاع أبداً ولو للحظة واحدة، ويعبد الله كثيراً، ويقوم بعبادات لم نسمع بها أبداً، ويكفينا القول عنه: بأننا لا نعلم بأنه ملك أو إنسي؟!.. وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا!... وعندما تنظر إلى انشغاله بالتحقيق والتعليم -وهو لا يزال يدرس ويدرس وله من العمر ما يقارب التسعين عاماً- وكأن صحبته للكتاب والدفتر والتحقيق أصبحت جزءاً من شخصيته وسماته، وربما أنه قام بمجاهدة نفسه وتنمية مواهبه في الصعيد الأخلاقي والعرفاني منذ سنوات المراهقة، فلهذا ينقل عنه حكايات عجيبة وغريبة عن اهتمامه بالكتب والكتابة من ذلك الحين. وكان الإمام يوصي جماعة المدرسين ليطلبوا منه أن يدرس الأخلاق، بل أرشد الإمام ذات مرة أعضاء مجلس الخبراء لينتفعوا من الشيخ بهجت في سلوك السبيل المعنوي، وعندما تبين البعض الهدوء الظاهري الذي كان الشيخ بهجت متصفاً به إزاء الأمور الاجتماعية والسياسية -وذلك قبل مرجعيته- وذكروا ذلك للإمام الخميني، قال الإمام: يكفينا دعاء الشيخ بهجت. ومن حسن الحظ طبعت لحد الآن عدة كتب حول بيان حالات وكرامات، والتعاليم الأخلاقية والعرفانية والسياسية المرتبطة بشخصية آية الله الشيخ بهجت دام ظله، وقد احتوت بعض الكتب الأخرى أيضاً على بعض النكات المهمة جداً في هذا المجال.. ولكننا مع ذلك بحاجة إلى كتابات أكثر دقة، وأرفع علمية.ونحن أيضاً نكتفي في هذا المقام بالإشارة إلى أمور من

سيرته وكرامات من سلوكه:

الأولى: يقول آية الله عباس القوجاني: كانت بيني وبين الشيخ بهجت صداقة حميمة، فرأيته فترة عند دراسته في النجف الأشرف يتناول طعام العشاء بمجرد غروب الشمس، ثم يتجه نحو النوم، ولا يوقد المصباح للمطالعة أو الدراسة، فظننت بأنه يرقد في أول الليل ليستيقظ ساعتين أو ثلاث ساعات قبل أذان الصبح، ولكنني عرفت بعد ستة أشهر بأن الشيخ بهجت لم يكن عنده وقود للمصباح، وكان يكتم هذا الأمر بحيث لم يلتفت إليه أحد، وكان الشيخ بهجت أيضاً لا يشتري شيئاً من أصحاب المحلات بالسلف.

الثاني: ذهبت في يوم 14شهر رمضان المبارك عام 1416 إلى منزله لأكون معه خلال فترة ذهابه من المنزل إلى المسجد، ولأصلي صلاة الظهر والعصر بإمامته. وبعد خروجه من المنزل، جاءه شخص بعد لحظات وعرّف نفسه ثم قال: أنا أعمل طيلة عشرين عاماً في طباعة الكتب ونشرها، فهل تمنحونني الإذن بجمع النكات الأخلاقية التي تذكرونها خلال الدرس وطباعتها؟..قال آية الله بهجت- دام ظله-: نحن لم ندرس الأخلاق، إنما هو درس الفقه والأصول الذي يؤدي إلى بيان هذه المسائل!..

قال ذلك الناشر: نجمع ونطبع تلك الأمور الواردة في درس الفقه، والأصول والكلام الذي تنقلونه من العظماء الماضين.

قال سماحة الأستاذ: بشرطين: الأول: عدم ذكر اسمي، والثاني: ينبغي أن تكتب الأمور كما ذكرتها وأن لا يضاف عليها أو ينقص منها حرف واحد!..

فرد الناشر: لا يضاف على كلامكم ولا ينقص منه شيء -إن شاء الله- ولكن لا يمكن عدم ذكر اسمكم، فإن المطبوع سيكون مجهول القائل!..

قال الشيخ بهجت: لا.. في هذه الحالة لا أسمح لكم بذلك ولا أمنحكم الإذن.. اكتبوا ع