فبعد أسابيع من الغارات الجوية الإسرائيلية القاتلة في لبنان والقتال العنيف بين القوات الإسرائيلية و"حزب الله"، يبدو أن ملامح اتفاق لوقف إطلاق النار المحتمل بدأت تتبلور، وفق ما نقلت "نيويورك تايمز" عن عدة مسؤولين إقليميين وأمريكيين مطلعين على الدبلوماسية السارية.
وحذر المسؤولون من أن التفاصيل الحاسمة حول التنفيذ والتطبيق تحتاج إلى العمل عليها وأن الخلافات قد تفسد أي اتفاق، لكن البعض استشهد بأسباب للتفاؤل الحذر.
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين من لبنان وإسرائيل والدول المجاورة والولايات المتحدة تحدثوا لها بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المفاوضات الحساسة والمتقدمة.
وقال بعض المسؤولين إن الاتفاق المقترح يدعو إلى هدنة لمدة 60 يوما، تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وينسحب مقاتلو "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني، الذي يمتد بشكل مواز تقريبا للحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وخلال ذلك الوقت، سيعمل الجيش اللبناني وقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على تكثيف انتشارهما في المنطقة الحدودية، وستضمن آلية إنفاذ جديدة برئاسة الولايات المتحدة بقاء "حزب الله" وإسرائيل خارج المنطقة.
وذكر المسؤولون أن الحل المقترح هو لجنة إشراف جديدة بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة انتهاكات الهدنة، ولا يزال من غير الواضح أي الدول الأخرى قد تشارك في هذه الآلية وكيف ستعمل، على الرغم من أنه يبدو أنه لم يكن هناك أي نقاش حول دور عسكري أمريكي مباشر.
وقد سعت إسرائيل إلى الحصول على حرية التدخل ضد أي نشاط لحزب الله قد تكتشفه في جنوب لبنان، وهو المطلب الذي من المرجح أن يقاومه الجانب اللبناني.
وإذا استمرت الهدنة خلال فترة الستين يوما، يأمل المفاوضون أن تصبح دائمة، وهو الاحتمال الذي من المرجح أن يحدث في ظل إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي كبير قبل ثلاثة أسابيع بأن القوات الإسرائيلية كانت قريبة من تحقيق هدف القضاء على البنية التحتية لـ"حزب الله" في الشريط المتاخم للحدود والذي يبلغ طوله 2.5 ميل، مما يقلل من خطر أي تسلل إلى إسرائيل من الشمال على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر. وكان من شأن توسيع الحملة أن يزيد من إجهاد قوات الاحتياط الإسرائيلية المنهكة أصلاً
واعترف مسؤولون إسرائيليون بأن اتفاق وقف إطلاق النار هو وحده الذي سيوقف الهجمات الصاروخية اليومية على شمال إسرائيل، ويحافظ على الإنجازات العسكرية دون الحاجة إلى إبقاء جنود إسرائيليين على الأرض، ويسمح للمهجرين من الشمال بالعودة إلى ديارهم.
ويفيد المسؤولون الأمريكيون بأنهم واثقون من أن إسرائيل تبدو أكثر حرصا على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان مقارنة بغزة، وذلك استنادا إلى مشاركة إسرائيل في المحادثات بشأن لبنان والتقييم الواقعي للخيارات العسكرية الإسرائيلية.
ولكن إطلاق حزب الله المستمر للصواريخ من شأنه أن يمنع عودة الإسرائيليين إلى الشمال، كما قال المسؤولون، وهم يعتقدون أن المفاوضين الإسرائيليين يدركون أن أسهل طريقة لمنعهم هي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.