وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : الجزيرة
السبت

٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤

٨:١١:٠٤ ص
1507148

يديعوت أحرونوت تكشف عن انتحار جنود إسرائيليين قاتلوا في غزة ولبنان

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجنود المنتحرين هم من الذين قاتلوا مدة طويلة في غزة ولبنان، مشيرة إلى أن الرقم لا يعكس حقيقة ما وقع بشكل تفصيلي، بسبب رفض جيش الاحتلال الإسرائيلي نشر العدد الكامل للجنود المنتحرين أو الذين حاولوا الانتحار.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن 6 جنود إسرائيليين على الأقل انتحروا خلال الأشهر الأخيرة، وذلك في تقرير أعدته عن الوضع النفسي الهش للجنود الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة بسبب حربهم في قطاع غزة ولبنان.
وذكرت الصحيفة أن الجنود المنتحرين هم من الذين قاتلوا مدة طويلة في غزة ولبنان، مشيرة إلى أن الرقم لا يعكس حقيقة ما وقع بشكل تفصيلي، بسبب رفض جيش الاحتلال الإسرائيلي نشر العدد الكامل للجنود المنتحرين أو الذين حاولوا الانتحار.
ويذكر المحلل العسكري الإسرائيلي للصحيفة يوآف زيتون، في تقريره، أنه "تم قبول أكثر من 12 ألف جندي جريح كمعاقين منذ بداية الحرب؛ في كل شهر من العام الماضي تم استقبال حوالي 1000 معاق جديد، وهو ما يمزق اللحم الحي للقوة البشرية المقاتلة في الجيش الإسرائيلي".
وفيما يقول زيتون إن جيش الاحتلال سينشر البيانات بنهاية العام، فإنه يضيف "عندما لا تلوح نهاية القتال في الأفق، فإنه بحسب تقديرات كبار المسؤولين في قسم إعادة التأهيل، فبحلول نهاية العام المقبل سيصل عدد معاقي الحرب إلى 20 ألفا!".
وفي وصفه لحالة الجنود الإسرائيليين في الميدان يقول المراسل العسكري "تعرض آلاف الجنود والقادة للفظائع في جميع أنحاء غلاف غزة (إثر هجوم طوفان الأقصى)، وبعد بضعة أسابيع دخلوا القتال في غزة، ورأوا بجانبهم رفاقا وقادة قتلى وجرحى، وتعرضوا للدمار".
وأضاف "لم يكن هذا في حرب مدتها شهر واحد في المتوسط، مثل معظم حروب إسرائيل، بل لمدة 14 شهرا".
ويمضي في وصف الوضع الميداني للجنود، ليقول "في هذا القتال العنيف يشارك فيه (جنود) صبية تتراوح أعمارهم بين 19 و20 عاما، يواجهون أصداء الانفجارات، وطلقات الرصاص وروائح المعركة، والحياة في الميدان، دون مياه جارية ومراحيض، والحقيقة أنهم بالكاد رأوا منزلهم وعائلاتهم في العام الماضي".
ويضيف "كل هذا يحرق في نفوس كثير من الجنود والقادة، حتى لو كانوا يخرجون للاستراحة والمرطبات بين الحين والآخر، وهذا وضع لم تواجهه إسرائيل في كل حروبها".
كما ينقل زيتون عن ضابط يقود القوات الإسرائيلية في قطاع غزة وصفه للوضع الذي يعايشه جنود الاحتلال بالتالي: "إنها حفرة سوداء لا نهاية لها لأن العديد من المقاتلين المتحمسين يخجلون من الخضوع لعلاج طويل وكبير، وفي هذه الأثناء تتراكم لديهم ندوب مخفية يمكن التعبير عنها في نوبات غضب أو قمع صامت خلال فترة قصيرة".
ويسترسل هذا الضابط بالقول "في المتوسط، تم تسريح عدد كبير من الجنود لأسباب عقلية. صحيح أن هذا من بين مئات الجنود الذين يخدمون في الفوج، لكن هناك العديد من الجنود الذين يريدون الخروج من القتال ويواجهون صعوبات مع القيادة وسلطات الصحة العقلية".

الضغط على القوى البشرية
كما ينقل المحلل العسكري عن خبراء في جيش الاحتلال أن "التأثير الحقيقي على الجنود سيصبح واضحا بعد عودة الجيش إلى الروتين الجزئي وانتهاء القتال إلى حد كبير، بعد أن يهدأ القتال في غزة".
ويكشف عن مسؤول عسكري رفيع المستوى، قوله "إننا نشهد بداية زيادة في عدد الجنود المتقدمين للحصول على المساعدة النفسية، بما في ذلك في عيادات الصحة العقلية التي افتتحناها. هؤلاء هم آلاف الجنود، معظمهم من المقاتلين، الذين تحولوا في الآونة الأخيرة فقط، وقد تم تشخيص بعض منهم بالفعل بأعراض ما بعد الصدمة".
وعن الحالة الصعبة التي يعيشها جنود الاحتلال، يكشف هذا المسؤول أنه "وفي حالة أخرى، والتي تعتبر متطرفة وغير عادية، أنهى ضابط شاب حياته في منطقة القتال في غزة، أمام بعض مرؤوسيه، في حدث مؤلم لا يزال يتردد صداه في الوحدة".
ووفقا لتقديرات مختلفة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن حوالي 15% من الجنود النظاميين الذين غادروا غزة وتم علاجهم عقليا لم يتمكنوا من العودة إلى القتال بسبب الصعوبات التي يواجهونها، وهذا يثقل كاهل النقص في القوى البشرية في الألوية والكتائب، لأن الأمر لا يتعلق بالقتلى والجرحى فقط، بل أيضا بالمصابين عقليا.
ويختم التقرير بتعليمات لمن يواجهون أزمات نفسية في جيش الاحتلال، بالقول "إذا كنت أنت أو أي شخص من حولك في أزمة، وربما يكون لديك ميول انتحارية، فلا تبقى وحدك. تواصل مع المهنيين في المجتمع أو منظمات الدعم الوطنية".
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي وعد بنشر البيانات نهاية العام، مشيرة إلى أن التعرض للفظائع والإرهاق وقسوة الظروف تدفع العديد من الجنود إلى حافة الانهيار.
وقالت إن آلاف الجنود لجؤوا بالفعل إلى العيادات الخاصة التي أنشأها جيش الاحتلال الإسرائيلي، مضيفة أن ثلث المعاقين المعترف بهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، قبل أن تعلق بالقول إن "هذا ليس سوى البداية، حيث سيتضح مدى الانهيار العقلي للجنود إذا توقفت المدافع".

..................

انتهى / 232