وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ بالتزامن مع اقتراب أربعينية الإمام الحسين (ع) ومشاركة ملايين زوار ابي عبد الله (ع) في مشاية الأربعين، قامت وكالة "أبنا" للأنباء الدولية بسلسلة حوارات مع شخصيات علمائية حول أهمية هذا الحدث العظيم الذي يتجدد كل عام.
وقد حاورت وكالة "أبنا" للأنباء حجة الاسلام والمسلمين الشيخ «ابوزینب العماري» أحد خطباء أهل البيت (ع) المعروفين من محافظة العمارة العراقية، حول عدة جوانب لزيارة الأربعية.
وتحدّث حجة الاسلام والمسلمين الشيخ «ابوزینب العماري» في الإجابة عن أهم دافع أدى للحفاظ على مراسم الأربعين بعد مرور أكثر من أربعة عشر قرنًا قائلا: ان زيارة الأربعين هي من شعائر الله تعالى، ووردت في شأنها روايات عدة عن أهل البيت (ع)؛ ولذلك حافظنا على هذه الزيارة، وذلك من خلال قيام الناس قبل حلول شهر محرم بإعداد العدة لإقامة مجالس عزاء، وهي قضية علّمنا إياها أئمة أهل البيت (ع)، ومن دعاء الإمام الصادق (ع) لزوار الإمام الحسين (ع): (يا مَن خصّنا بالكرامة ووعدنا بالشفاعة.. اغفر لي ولإخواني ولزوّار قبر الحسين بن علي - صلوات الله عليه - الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم.. اللهم فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس، ارحم تلك الخدود التي تتقلب على قبر أبي عبد الله (ع)، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم إنّي أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان، حتى ترويهم من الحوض يوم العطش). المزار الكبير ص334.
وأكد الشيخ «ابوزینب العماري» على أهمية هذه المراسم الدينية والمذهبية وإقبال الناس عليها تعود لسنوات كثيرة، مضيفا ان الناس يحافظون على زيارة الأربعين كل عام أكثر من عام منصرم، وانها سُنّة لبعية الإمام الحسين(ع) والتي تقام كل سنة.
وتابع الشيخ «أبو زينب العماري» في ذكر فوائد أربعينية الإمام الحسين(ع) قائلا: انّ لزيارة الأربعين آثار وبركات كثيرة، منها فوائد اجتماعية وروحية ونفسية، وتُمهد لتطهير الروح من الأردان وتعزيز العلاقة مع الله تعالى، لان التذكير بأهل البيت (ع) هو تذكير بالله تعالى، كما ان التذكير بأعداء أهل البيت (ع) هو تذكير بالشيطان، كما ان زيارة الاربعين تقرب القلوب وتجمع النفوس، لذلك تراهم يتفانون تحت عنوان «حسین علیه السلام»، وتأتي من مختلف قوميات وطوائف وأديان مثل باكستان وايران والبحرين وغيرها من بلدان عربية واسلامية واجنبية ويجتمعون تحت راية أبي عبد الله الحسين(ع). مؤكدا ان هذه القضية ليست عادية.
وأضاف: يبدو انّ ثمة قوة قادرة تجمع بعضهم الى البعض الآخر، على شكل تشاهد التآلف والمحبة بينهم في هذه المراسم، وهي مضامين اقتبست من روايات وأحاديث أهل البيت (ع).
وتحدّث الشيخ «أبو زينب العماري» في جانب آخر من حديثه حول مشاركة عراقيين في زيارة الأربعين بتقديم الخدمات للزوار، قائلا: ان مدن العراق تختلف من حيث العادات والتقاليد في موسم زيارة الأربعين وفي كيفية تقديم الخدمات للزوار. ولكنهم جميعا يتفقون في حبهم للإمام الحسين (ع) ويجتمعون تحت راية الإمام(ع) بكل ما أتوا من الإستطاعة المالية، فترى الاطفال يشاركون بتقديم ماء أو خبز أو حليب قدر الاستطاعة في زيارة الأربعين، للمحافظة على هذه المراسم العظيمة، كما قال النبي(ص): «ان لقتل الحسین حرارة فی قلوب المومنین لا تبرد ابدا». لذلك ترى أتباع أهل البيت (ع) كل ما يملكون ينفقونها في سبيل الحفاظ على هذا شعيرة وتقديم خدمة للزوار. انهم يُسقون من نمير حب الإمام الحسين(ع)، وكما قال النبي (ص) :«حسین مني و انا من حسین»، وكذلك قال: «أحب الله من أحب حسینا».
ولفت الشيخ«أبو زينب العماري» الى عناية إلهية في أيام زيارة الأربعين للإمام الحسين(ع)، قائلا: كان رجلٌ مُعاق قطع مسافة طويلة من أقصى نقطة سيرا على الأقدام، لزيارة أبي عبد الله الحسين(ع) وكان قلبه مفعوم بالسكينة والطمأنينة، وهو يقول انه لم يشعر بالصعوبة أثناء السير في هذه الزيارة الأربعينية، أو ان رجلا طاعن بالسن حيث بلغ 90 من عمره، وتوفي فيما بعد، وشارك في مشاية الأربعين، وكانوا يحاججونه انه كبير في سن وعجوز ولا يمكن له المشي، ولكنه يجيبهم انه راحل الى حبيبه الحسين (ع)، متسائلا: ماذا يدفع الناس وهؤلاء الأشخاص للسير في الأربعين، إلا قول النبي (ص) عندما قال: «ان لقتل الحسین حرارة فی قلوب المومنین لا تبرد ابدا».
وقال الشيخ«ابوزینب العماري» فيما يتعلق بالإمام الخميني (ره) عندما أقام في مدينة النجف الأشرف مدة 15 عامًا بشأن زيارة الأربعين: كان المرحوم رضوان الله تعالى عليه من المراجع الدينية العظيمة، وكان الخصوصية التي لديه هي مكافحة الظلم والظالمين، وهناك كلمة معروفة تُنقل عنه وهي «کل یوم عاشورا وکل ارض کربلاء»، وهذا يعني أنّ كلامه وسلوكه كان مستوحاة من واقعة كربلاء ومن أقوال الأئمة الأطهار عليهم السلام، فهو كان يوصي الشيعة بالحفاظ على هذه الشعيرة العظيمة، وكان من الذين يسخرون كل شيء في سبيل إقامة هذه المراسم، وكذلك كان يقول (ره): كل ما لدينا فهو من عاشوراء.
وأضاف ان جميع مراجع الدين كانوا يوصون بالحفاظ على هذه الشعيرة؛ وذلك لإجتثاث جذور الظلم ومكافحة الظالمين، لقد استلهمنا من سيد الشهداء عندما قال: «لا والله لا اُعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ أقرار العبيد، ثمّ نادى: يا عباد الله (إنّي عُذتُ بِربّي وَرَبِّكم أنْ تَرجُمُونِ)، أعوذ (برّبي وربكمُ مِنْ كُلِّ مُتَكَبّرٍ لا يُؤمِنُ بيَومِ الحِسإِب). و«هیهات من الذلّة» وقال كذلك عليه السلام: «إنّي لا أرى المَوتَ إلاّ سَعادَةً، ولا الحَياةَ معَ الظالِمينَ إلاّ بَرَما».
ولفت الشيخ «ابوزینب العماري» الى كرامة من كرامات ابي عبد الله الحسين (ع)، وهي كثيرة جدا لأهالي مواكب، انه قبل حلول زيارة الأربعين، كان أحدهم يقول انه لا يتوافر لديه شيء ليقدمه للزوار، وفجأة يُطرق الباب ويأتي شخص بالرز والسمن وأشياء أخرى لتقديمه لزوار الأربعين.
وقال الشیخ «ابوزینب العماري» فیما یتعلق بعهد حكومة صدام المقبور الذي كان يمنع الناس من زيارة الإمام الحسين (ع) في أيام الأربعين: لقد منع حزب البعث كل شيء له علاقة بالإمام الحسين (ع)، حتى انهم منعوا أشرطة عزاء الإمام الحسين(ع)، وكان يُعدم الذي يوجد عنده شريط لطم لأبي عبد الله(ع).
وأضاف: عمد الزوار للذهاب الى كربلاء لزيارة الأربعين في هذه الفترة من طريق النخيل والبساتين ليحافظوا على هذه الشعيرة.
وختم قوله: ان زيارة الأربعين هي زيارة مليونية ويجب ان يكون التآلف والمحبة بين المسلمين وشيعة أهل البيت (ع)، وان تكون لتزكية النفوس وتطهير القلوب، فالإنسان عند ذهابه الى سيد الشهداء فإنه يتعلم الكثير، فعلى الزائر ان يستغفر الله تعالى وصلي على النبي (ص)، وان يتعلم من الإمام الحسين (ع) كيف يحافظ على صلواته الواجبة في أول وقتها. فكان أبو ثمامة الصائدي ذاكر الصلاة، وكان من أنصار سيّد الشهداء(عليه السلام) ومن جنده المخلصين الذين استُشهِدوا بين يديه في معركة الطفّ الخالدة، وخلد اسمُه في صفحات التاريخ الإسلاميّ كبطلٍ ذاب في حبّ سيّده وإمام زمانه.
وكان (رضوان الله تعالى عليه) هو مَنْ ذكر الصلاة وسط اشتعال الحرب، فطلب من الإمام الحسين(عليه السلام) أن يستشهد دونه، لكن بعد أن يلقى الله وهو قد صلّى الظهر، فقال له الإمام(عليه السلام): (ذكرتَ الصلاة.. جعلَكَ اللهُ من المصلّين الذاكرين، نعمْ هذا أوّل وقتها).
.....................
انتهى / 323
وقد حاورت وكالة "أبنا" للأنباء حجة الاسلام والمسلمين الشيخ «ابوزینب العماري» أحد خطباء أهل البيت (ع) المعروفين من محافظة العمارة العراقية، حول عدة جوانب لزيارة الأربعية.
وتحدّث حجة الاسلام والمسلمين الشيخ «ابوزینب العماري» في الإجابة عن أهم دافع أدى للحفاظ على مراسم الأربعين بعد مرور أكثر من أربعة عشر قرنًا قائلا: ان زيارة الأربعين هي من شعائر الله تعالى، ووردت في شأنها روايات عدة عن أهل البيت (ع)؛ ولذلك حافظنا على هذه الزيارة، وذلك من خلال قيام الناس قبل حلول شهر محرم بإعداد العدة لإقامة مجالس عزاء، وهي قضية علّمنا إياها أئمة أهل البيت (ع)، ومن دعاء الإمام الصادق (ع) لزوار الإمام الحسين (ع): (يا مَن خصّنا بالكرامة ووعدنا بالشفاعة.. اغفر لي ولإخواني ولزوّار قبر الحسين بن علي - صلوات الله عليه - الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم.. اللهم فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس، ارحم تلك الخدود التي تتقلب على قبر أبي عبد الله (ع)، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم إنّي أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان، حتى ترويهم من الحوض يوم العطش). المزار الكبير ص334.
وأكد الشيخ «ابوزینب العماري» على أهمية هذه المراسم الدينية والمذهبية وإقبال الناس عليها تعود لسنوات كثيرة، مضيفا ان الناس يحافظون على زيارة الأربعين كل عام أكثر من عام منصرم، وانها سُنّة لبعية الإمام الحسين(ع) والتي تقام كل سنة.
وتابع الشيخ «أبو زينب العماري» في ذكر فوائد أربعينية الإمام الحسين(ع) قائلا: انّ لزيارة الأربعين آثار وبركات كثيرة، منها فوائد اجتماعية وروحية ونفسية، وتُمهد لتطهير الروح من الأردان وتعزيز العلاقة مع الله تعالى، لان التذكير بأهل البيت (ع) هو تذكير بالله تعالى، كما ان التذكير بأعداء أهل البيت (ع) هو تذكير بالشيطان، كما ان زيارة الاربعين تقرب القلوب وتجمع النفوس، لذلك تراهم يتفانون تحت عنوان «حسین علیه السلام»، وتأتي من مختلف قوميات وطوائف وأديان مثل باكستان وايران والبحرين وغيرها من بلدان عربية واسلامية واجنبية ويجتمعون تحت راية أبي عبد الله الحسين(ع). مؤكدا ان هذه القضية ليست عادية.
وأضاف: يبدو انّ ثمة قوة قادرة تجمع بعضهم الى البعض الآخر، على شكل تشاهد التآلف والمحبة بينهم في هذه المراسم، وهي مضامين اقتبست من روايات وأحاديث أهل البيت (ع).
وتحدّث الشيخ «أبو زينب العماري» في جانب آخر من حديثه حول مشاركة عراقيين في زيارة الأربعين بتقديم الخدمات للزوار، قائلا: ان مدن العراق تختلف من حيث العادات والتقاليد في موسم زيارة الأربعين وفي كيفية تقديم الخدمات للزوار. ولكنهم جميعا يتفقون في حبهم للإمام الحسين (ع) ويجتمعون تحت راية الإمام(ع) بكل ما أتوا من الإستطاعة المالية، فترى الاطفال يشاركون بتقديم ماء أو خبز أو حليب قدر الاستطاعة في زيارة الأربعين، للمحافظة على هذه المراسم العظيمة، كما قال النبي(ص): «ان لقتل الحسین حرارة فی قلوب المومنین لا تبرد ابدا». لذلك ترى أتباع أهل البيت (ع) كل ما يملكون ينفقونها في سبيل الحفاظ على هذا شعيرة وتقديم خدمة للزوار. انهم يُسقون من نمير حب الإمام الحسين(ع)، وكما قال النبي (ص) :«حسین مني و انا من حسین»، وكذلك قال: «أحب الله من أحب حسینا».
ولفت الشيخ«أبو زينب العماري» الى عناية إلهية في أيام زيارة الأربعين للإمام الحسين(ع)، قائلا: كان رجلٌ مُعاق قطع مسافة طويلة من أقصى نقطة سيرا على الأقدام، لزيارة أبي عبد الله الحسين(ع) وكان قلبه مفعوم بالسكينة والطمأنينة، وهو يقول انه لم يشعر بالصعوبة أثناء السير في هذه الزيارة الأربعينية، أو ان رجلا طاعن بالسن حيث بلغ 90 من عمره، وتوفي فيما بعد، وشارك في مشاية الأربعين، وكانوا يحاججونه انه كبير في سن وعجوز ولا يمكن له المشي، ولكنه يجيبهم انه راحل الى حبيبه الحسين (ع)، متسائلا: ماذا يدفع الناس وهؤلاء الأشخاص للسير في الأربعين، إلا قول النبي (ص) عندما قال: «ان لقتل الحسین حرارة فی قلوب المومنین لا تبرد ابدا».
وقال الشيخ«ابوزینب العماري» فيما يتعلق بالإمام الخميني (ره) عندما أقام في مدينة النجف الأشرف مدة 15 عامًا بشأن زيارة الأربعين: كان المرحوم رضوان الله تعالى عليه من المراجع الدينية العظيمة، وكان الخصوصية التي لديه هي مكافحة الظلم والظالمين، وهناك كلمة معروفة تُنقل عنه وهي «کل یوم عاشورا وکل ارض کربلاء»، وهذا يعني أنّ كلامه وسلوكه كان مستوحاة من واقعة كربلاء ومن أقوال الأئمة الأطهار عليهم السلام، فهو كان يوصي الشيعة بالحفاظ على هذه الشعيرة العظيمة، وكان من الذين يسخرون كل شيء في سبيل إقامة هذه المراسم، وكذلك كان يقول (ره): كل ما لدينا فهو من عاشوراء.
وأضاف ان جميع مراجع الدين كانوا يوصون بالحفاظ على هذه الشعيرة؛ وذلك لإجتثاث جذور الظلم ومكافحة الظالمين، لقد استلهمنا من سيد الشهداء عندما قال: «لا والله لا اُعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ أقرار العبيد، ثمّ نادى: يا عباد الله (إنّي عُذتُ بِربّي وَرَبِّكم أنْ تَرجُمُونِ)، أعوذ (برّبي وربكمُ مِنْ كُلِّ مُتَكَبّرٍ لا يُؤمِنُ بيَومِ الحِسإِب). و«هیهات من الذلّة» وقال كذلك عليه السلام: «إنّي لا أرى المَوتَ إلاّ سَعادَةً، ولا الحَياةَ معَ الظالِمينَ إلاّ بَرَما».
وقال الشيخ «ابوزینب العماري» في معرض الإجابة عن استعدادات العراقيين في تقديم الخدمات للزوار قبل زيارة الأربعين: لا يخفى ان هذه الشعيرة تُقام بتخطيط الناس، تخيّل ان الحكومة أرادت ان تعمل لتنظيم الأمور لتنهظ بالمهمة فلن تستطيع ذلك أبدا؛ ولكن تشاهد ملايين الزائرين يفدون من العالم لزيارة الإمام الحسين(ع) في الأربعين بكربلاء، وبتنظيم الناس وتخطيطهم لهذه الزيارة بروح تعاون وتسامح اختلط بينهم، ويمكنك أن ترى كل شيء يتم بشكل منتظم للغاية دون وقوع حوادث وتصادم من البصرة إلى كربلاء أو من العمارة إلى كربلاء، وتتحرك الجموع البشرية لتصل الى حرم سيد الشهداء.
وفي جانب آخر من حديثه أشار الى قصة رائعة نُقلت عن المرجع الديني المرحوم السيد "محمد الحكيم" الذي حكاها، انه كان في النجف الأشرف شخص متق، زار الصحابي الجليل "حبيب بن مظاهر" في الرؤيا، سأله عن وضعه ومكانته، قال: كل النعم موجودة هنا، ولكننا نادمون وحزينون. فكان الرسول (ص) يأتينا عندما يُقتل شخصُ منا في كربلاء بكأس فيه ماء عذب يسقيه، حتى لحقنا أبو الفضل العباس (ع)، وعندما جاء النبي (ص) بالكأس الى العباس (ع) اعتذر وقال: لا أشرب، فأنّ أخي يقاتل وهو عطشان، بعد هذا الحديث شعرنا جميعاً بالخجل لأننا شربنا الماء قبل سيد الشهداء؛ ولذلك نحن نادمون، ويحزننا أيضاً أننا لا نستطيع أن نخدم زوار أبي عبد الله عليه السلام.ولفت الشيخ «ابوزینب العماري» الى كرامة من كرامات ابي عبد الله الحسين (ع)، وهي كثيرة جدا لأهالي مواكب، انه قبل حلول زيارة الأربعين، كان أحدهم يقول انه لا يتوافر لديه شيء ليقدمه للزوار، وفجأة يُطرق الباب ويأتي شخص بالرز والسمن وأشياء أخرى لتقديمه لزوار الأربعين.
وقال الشیخ «ابوزینب العماري» فیما یتعلق بعهد حكومة صدام المقبور الذي كان يمنع الناس من زيارة الإمام الحسين (ع) في أيام الأربعين: لقد منع حزب البعث كل شيء له علاقة بالإمام الحسين (ع)، حتى انهم منعوا أشرطة عزاء الإمام الحسين(ع)، وكان يُعدم الذي يوجد عنده شريط لطم لأبي عبد الله(ع).
وأضاف: عمد الزوار للذهاب الى كربلاء لزيارة الأربعين في هذه الفترة من طريق النخيل والبساتين ليحافظوا على هذه الشعيرة.
وختم قوله: ان زيارة الأربعين هي زيارة مليونية ويجب ان يكون التآلف والمحبة بين المسلمين وشيعة أهل البيت (ع)، وان تكون لتزكية النفوس وتطهير القلوب، فالإنسان عند ذهابه الى سيد الشهداء فإنه يتعلم الكثير، فعلى الزائر ان يستغفر الله تعالى وصلي على النبي (ص)، وان يتعلم من الإمام الحسين (ع) كيف يحافظ على صلواته الواجبة في أول وقتها. فكان أبو ثمامة الصائدي ذاكر الصلاة، وكان من أنصار سيّد الشهداء(عليه السلام) ومن جنده المخلصين الذين استُشهِدوا بين يديه في معركة الطفّ الخالدة، وخلد اسمُه في صفحات التاريخ الإسلاميّ كبطلٍ ذاب في حبّ سيّده وإمام زمانه.
وكان (رضوان الله تعالى عليه) هو مَنْ ذكر الصلاة وسط اشتعال الحرب، فطلب من الإمام الحسين(عليه السلام) أن يستشهد دونه، لكن بعد أن يلقى الله وهو قد صلّى الظهر، فقال له الإمام(عليه السلام): (ذكرتَ الصلاة.. جعلَكَ اللهُ من المصلّين الذاكرين، نعمْ هذا أوّل وقتها).
.....................
انتهى / 323