وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ دعا آية الله الشيخ محمد اليعقوبي الى الحذر والاستعداد لمواصلة الوقوف في مواجهة التحديات المتزايدة التي تكتنف الشعوب الإسلامية وخصوصاً الشعب العراقي وامتلاك زمام المبادرة في ساحات المواجهة كلها وتنظيم الصفوف وتوحيدها ونبذ الفرقة ومعالجة أسبابها ووضع البرامج لمواجهة هذه التحديات.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها سماحتُهُ في حشد من هيئة المواكب الحسينية في محافظة ذي قار بمكتبة في النجف الأشرف .
وأكدّ سماحتُهُ أن سعة جبهة التحديات تستدعي تضافر الجهود ومشاركة كل الطبقات لرصدها وتحليلها وتحديد خلفّياتها ومصادرها ووعيها في الخطوة الأولى، ومعرفة كل منّا لدوره ومسؤوليته تجاهها وليأخذ مكانه في خندق المواجهة في الخطوة الثانية، وهذا كله ينبغي أن يكون محلاً للدراسة والتأمل والتحليل الدقيق.
وفي ذات السياق أثنى سماحتُهُ على الجهود المتميزة التي تقوم بها المواكب الحسينية داعياً إلى اتخاذ عنوان الموكب لكل تجمّع يريد القيام بعمل جماعي هادف سواء كانت الخدمات التي يقدمها ثقافية أو اجتماعية أو إنسانية أو دينية أو شعائرية لأنها ستكون أكثر مقبولية وأبلغ أثراً في نفوس الناس، فعنوان الموكب محبوب لدى الناس ومحل اطمئنان وحسن الظن عندهم وفي المجتمع عموماً على عكس العناوين التحزبيّة الأخرى التي أصبحت محل ارتياب وسوء ظن لدى الناس بسبب جملة من التداعيات وردّات الفعل التي انتابت الوسط الاجتماعي.
كما دعا سماحتُهُ المواكب الحسينية إلى وعي مسؤوليتها الكبيرة وأن تأخذ بزمام المبادرة في منع (ما نسمع عنه) من انتشار بعض العقائد الباطلة التي سرت إلى بعض المواكب الحسينية وشوهت الشعائر الحسينية مع شديد الأسف، خاصة في محافظة ذي قار العزيزة (الفيحاء).
وتسائل سماحتُهُ مستنكراً فهل من المعقول أن تنتشر هذه العقائد الباطلة التي تطفح بالغلو باسم الشعائر الحسينية؟ أو هل من المعقول أن نعصي الله تعالى باسم الحسين (عليه السلام)؟! ويصّدق الشباب ذلك بنواياهم الصادقة المخلصة وقلوبهم الطاهرة ظناً منهم أنهم يعظمون شعائر الله تعالى.. ولا يعلمون أن المعصومين (عليهم السلام) أنفسهم قد تبرؤا منها ولعنوا من يقول بها.. إذ يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (يهلك في رجلان: محب مفرط بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني) ، وما ورد عنهم (عليهم السلام) من أن الله تعالى لا يطاع من حيث يُعصى، روى أبو حمزة الثمالي قال (كنت عند علي بن الحسين (عليه السلام) فجاءه رجل فقال: يا أبا محمد إني مبتلي بالنساء فأزني يوما وأصوم يوما، فيكون ذا كفارة لذا؟ فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام): إنه ليس شيء أحب إلى الله عز وجل من أن يطاع ولا يعصى، فلا تزن ولا تصم فاجتذبه أبو جعفر (عليه السلام) إليه فأخذ بيده، فقال: يا أبا زنة تعمل عمل أهل النار وترجو أن تدخل الجنة) .
ولفت سماحتُهُ إلى خطورة ما يحاك في السر لبلدنا العزيز من المؤامرات والدسائس لأنه مركز النور ومنطلق الهداية ومبعث الحيوية ومحور التغيير العالمي المقبل بإذن الله تعالى وخاصة محافظة ذي قار.
وتأسف سماحتُهُ لالتفات الغرب وادراكه أهمية هذه المحافظة المضحية وعمقها التاريخي وإرثها الحضاري الممتد منذ فجر التاريخ وتأثيرها في ثقافة العالم كله، وغفلة الكثيرين من أبنائها عنها إذ لم يلتفتوا إلى قيمة هذه الأرض وشعبها، وانشغلوا عن الدور الحضاري الذي منَّ الله تعالى به عليهم.. وكأنهم نسوا إن التاريخ بدأ من محافظتهم.. وأًسرج مشعل النور منها، ويقصدها العالم، ويجعلها محطاً لاهتمامه وتركيزه.. ونحن نائمون في سبات عميق أو منشغلون ببعض المشاكل والمهاترات الجانبية الصغيرة، فيأتيها البابا ليقيم قداساً فيها ويأتي الآخر ليؤسس فيها معبداً للديانة الإبراهيمية أو ينشئ مركزاً ما، ويتوافد عليها السيّاح من أصقاع الأرض، ويجري الحديث عن مشاريع وخطط كثيرة أُعدّت لها، ويقع بعضها في دائرة الارتياب.
وفي نهاية محاضرته أكد سماحتُهُ ما ذكره في محاضرة سابقة وهو أننا إذا أردنا أن نكون أنصاراً حقيقيين للحسين (عليه السلام) فعلينا أن نعي مسؤولياتنا وأن نأخذ دورنا فالحسين (عليه السلام) عندما كان ينادي هل من ناصر.. كان يعلم جيداً أن أنصاره قد استشهدوا ومضوا إلى ربهم بين يديه ولم يبق منهم أحد على قيد الحياة.. وإنما كان يوجه نداءه إلى كل الأجيال ويدعو من ينصره إلى تحقيق أهدافه التي ضحى وبذل مهجته من أجلها.. ونداءه (عليه السلام) لنا جميعاً.
ونسأل الله تعالى أن يسجلنا وإياكم من أنصاره الحقيقيين ومن يدخلون السرور عليه بلطفه جل وعلا.
........
انتهى/ 278
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها سماحتُهُ في حشد من هيئة المواكب الحسينية في محافظة ذي قار بمكتبة في النجف الأشرف .
وأكدّ سماحتُهُ أن سعة جبهة التحديات تستدعي تضافر الجهود ومشاركة كل الطبقات لرصدها وتحليلها وتحديد خلفّياتها ومصادرها ووعيها في الخطوة الأولى، ومعرفة كل منّا لدوره ومسؤوليته تجاهها وليأخذ مكانه في خندق المواجهة في الخطوة الثانية، وهذا كله ينبغي أن يكون محلاً للدراسة والتأمل والتحليل الدقيق.
وفي ذات السياق أثنى سماحتُهُ على الجهود المتميزة التي تقوم بها المواكب الحسينية داعياً إلى اتخاذ عنوان الموكب لكل تجمّع يريد القيام بعمل جماعي هادف سواء كانت الخدمات التي يقدمها ثقافية أو اجتماعية أو إنسانية أو دينية أو شعائرية لأنها ستكون أكثر مقبولية وأبلغ أثراً في نفوس الناس، فعنوان الموكب محبوب لدى الناس ومحل اطمئنان وحسن الظن عندهم وفي المجتمع عموماً على عكس العناوين التحزبيّة الأخرى التي أصبحت محل ارتياب وسوء ظن لدى الناس بسبب جملة من التداعيات وردّات الفعل التي انتابت الوسط الاجتماعي.
كما دعا سماحتُهُ المواكب الحسينية إلى وعي مسؤوليتها الكبيرة وأن تأخذ بزمام المبادرة في منع (ما نسمع عنه) من انتشار بعض العقائد الباطلة التي سرت إلى بعض المواكب الحسينية وشوهت الشعائر الحسينية مع شديد الأسف، خاصة في محافظة ذي قار العزيزة (الفيحاء).
وتسائل سماحتُهُ مستنكراً فهل من المعقول أن تنتشر هذه العقائد الباطلة التي تطفح بالغلو باسم الشعائر الحسينية؟ أو هل من المعقول أن نعصي الله تعالى باسم الحسين (عليه السلام)؟! ويصّدق الشباب ذلك بنواياهم الصادقة المخلصة وقلوبهم الطاهرة ظناً منهم أنهم يعظمون شعائر الله تعالى.. ولا يعلمون أن المعصومين (عليهم السلام) أنفسهم قد تبرؤا منها ولعنوا من يقول بها.. إذ يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (يهلك في رجلان: محب مفرط بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني) ، وما ورد عنهم (عليهم السلام) من أن الله تعالى لا يطاع من حيث يُعصى، روى أبو حمزة الثمالي قال (كنت عند علي بن الحسين (عليه السلام) فجاءه رجل فقال: يا أبا محمد إني مبتلي بالنساء فأزني يوما وأصوم يوما، فيكون ذا كفارة لذا؟ فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام): إنه ليس شيء أحب إلى الله عز وجل من أن يطاع ولا يعصى، فلا تزن ولا تصم فاجتذبه أبو جعفر (عليه السلام) إليه فأخذ بيده، فقال: يا أبا زنة تعمل عمل أهل النار وترجو أن تدخل الجنة) .
ولفت سماحتُهُ إلى خطورة ما يحاك في السر لبلدنا العزيز من المؤامرات والدسائس لأنه مركز النور ومنطلق الهداية ومبعث الحيوية ومحور التغيير العالمي المقبل بإذن الله تعالى وخاصة محافظة ذي قار.
وتأسف سماحتُهُ لالتفات الغرب وادراكه أهمية هذه المحافظة المضحية وعمقها التاريخي وإرثها الحضاري الممتد منذ فجر التاريخ وتأثيرها في ثقافة العالم كله، وغفلة الكثيرين من أبنائها عنها إذ لم يلتفتوا إلى قيمة هذه الأرض وشعبها، وانشغلوا عن الدور الحضاري الذي منَّ الله تعالى به عليهم.. وكأنهم نسوا إن التاريخ بدأ من محافظتهم.. وأًسرج مشعل النور منها، ويقصدها العالم، ويجعلها محطاً لاهتمامه وتركيزه.. ونحن نائمون في سبات عميق أو منشغلون ببعض المشاكل والمهاترات الجانبية الصغيرة، فيأتيها البابا ليقيم قداساً فيها ويأتي الآخر ليؤسس فيها معبداً للديانة الإبراهيمية أو ينشئ مركزاً ما، ويتوافد عليها السيّاح من أصقاع الأرض، ويجري الحديث عن مشاريع وخطط كثيرة أُعدّت لها، ويقع بعضها في دائرة الارتياب.
وفي نهاية محاضرته أكد سماحتُهُ ما ذكره في محاضرة سابقة وهو أننا إذا أردنا أن نكون أنصاراً حقيقيين للحسين (عليه السلام) فعلينا أن نعي مسؤولياتنا وأن نأخذ دورنا فالحسين (عليه السلام) عندما كان ينادي هل من ناصر.. كان يعلم جيداً أن أنصاره قد استشهدوا ومضوا إلى ربهم بين يديه ولم يبق منهم أحد على قيد الحياة.. وإنما كان يوجه نداءه إلى كل الأجيال ويدعو من ينصره إلى تحقيق أهدافه التي ضحى وبذل مهجته من أجلها.. ونداءه (عليه السلام) لنا جميعاً.
ونسأل الله تعالى أن يسجلنا وإياكم من أنصاره الحقيقيين ومن يدخلون السرور عليه بلطفه جل وعلا.
........
انتهى/ 278