وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وكالات
الخميس

٤ أبريل ٢٠٢٤

٨:١٣:٢٢ م
1449110

إلى قراء وأساتذة القرآن الكريم في العالم؛

رئيس "الدعاية الإسلامية" في إيران: يوم القدس فرصة لإظهار وحدة المسلمين ضد الجائر

أن رسالة رئيس منظمة الدعاية الإسلامية في إيران جاءت على النحو التالي...

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ بعث رئيس منظمة الدعاية الإسلامية في إيران، حجة الإسلام محمد قمي برسالة إلى قراء وأساتذة القرآن الكريم في العالم الإسلامي بمناسبة يوم القدس، أكد فيها أن يوم القدس العالمي فرصة لإظهار استياء العالم الإسلامي من سلوكيات أعداء الله الوحشية في فلسطين وفاتحة لوحدة حقيقية كبرى بين مسلمي العالم.

أن رسالة رئيس منظمة الدعاية الإسلامية في إيران جاءت على النحو التالي: إنّ آخر جمعة من شهر رمضان المبارك هذا العام، بالإضافة إلى كونها أهم موعد لإظهار استياء العالم الإسلامي من سلوكيات أعداء الله الوحشية في فلسطين، يمكن أن تكون أيضًا فاتحةً لوحدة حقيقية كبرى للمسلمين ضد الظلم المجسّد والظالم اللعين.

إنّها فرصة للاحتجاج على سفّاكين الدماء الذين لم يُجسّدوا مجازًا فحسب، بل حقيقةً، تجربة وقصة أصحاب الأخدود المشؤومة. فإذا لم نصرخ بكل ما أوتينا من قوة في هذه الظروف، غضبًا واستياءً من سلوكيات الصهاينة الوحشية والهمجية، ونذكّرهم بقوة الله الشديدة، فكيف سنتمكن من الإجابة على القرآن كريم في يوم الحشر؟

إذا لم نصرخ اليوم في وجه الجرائم الوحشية للصهاينة الأشرار، فكيف سنرفع رؤوسنا أمام رسول الله العظيم صلى الله عليه وسلم - في تلك اللحظة التي يشكو فيها من قومه لهجران القرآن؟

إذا صمتنا اليوم أمام الجرائم المروعة التي تُرتكب ضد نساء وأمهات وأطفال غزة، فكيف سنُنشد آيات القرآن الكريم المضيئة عن الجهاد والعدالة ومقاومة الظلم للمسلمين في جميع أنحاء العالم؟

إنّ شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة كل عام ليجتمع فيها المسلمون من جميع أنحاء العالم تحت راية وحدانية الله تعالى ونبوة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ليرفعوا شعارات الأنبياء الثابتة والنبيلة، ويسيرون على نهج رسول الإسلام صلوات الله عليه وسلم حاملين راية العدل ومقاومة الظلم، مرددين نداء التوحيد ونفي الطاغوت في مشارق الأرض ومغاربها.

ولا ننسى أن هذه المطالبة بالحق لا تنتهي بانتهاء هذا الشهر المبارك، بل يجب أن تستمر بثبات حتى تحقيق نصر الإسلام وأمة القرآن الكريم.

وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ... (النحل: 36)
نشهد جميعًا ما حدث في فلسطين الحبيبة خلال شهر رمضان الجاري وما زال يحدث حتى الآن، من سفك دماء الأبرياء دون رحمة على يد أعداء الله ورسوله، وانتهاك حرمات الله، وقتل النساء والأطفال بوحشية وبدم بارد، واستباحة دماء الأحرار. كل هذه الأحداث جعلت الأيام مرّة على جميع المسلمين والأحرار والضمائر الحية.

في مثل هذه الظروف، حيث تبلغ حدة العنف والبؤس ذروتهما منذ أكثر من سبعين عامًا من الاحتلال، تُعدّ مناسبة رمضان ويوم القدس فرصة ذهبية قيّمة لتجديد العهد والتضامن مع مظلومية الشعب الفلسطيني. شعبٌ لم تنكسر مقاومته الصامدة أمام الطاغوت ولن تنكسر.

وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ (الزمر:17)
فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة:256)
غزة اليوم هي تجسيد تام لآيات القرآن الكريم التي تحدث فيها الله سبحانه وتعالى عن العدالة ومقاومة الظلم وحرمة دماء المؤمنين. غزة اليوم تذكرنا بالأيام العصيبة والمليئة بالفخر في صدر الإسلام مثل أيام شعب أبي طالب، كما تذكرنا بجميع المصائب التي نزلت على أنبياء وأولياء الله تعالى عبر التاريخ. غزة اليوم هي ساحة الصراع بين الحق والباطل. غزة اليوم ليست جريحة بسكين غاصب وظالم فحسب، بل هي ساحة صراع حضاري بين الأمة الإسلامية وتيار الاستكبار في العالم؛ صراع يؤثر بشكل مباشر على مصير الأمة الإسلامية في المستقبل. 

قضية فلسطين ليست موضوع صراع سياسي بين القوى الإقليمية، بل هي مفتاح أبواب التحرير والفرج والنصر للأمة.
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ(39)الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(الحج:40)
يا مسلمين!

في الحقيقة، إنّ صمتنا اليوم هو بمثابة مساعدة صريحةٌ لظالمي التاريخ الفاسدين والمخزيين!
إنّ الصراخ بوجه الظلم هو أقلّ ما يجب علينا القيام به تجنّبًا لعقاب الله عز وجل، وهو نقطة انطلاق جهادنا العام.
وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا(النساء:75)

في ظلّ الصمت والتواطؤ المُخجل، واشتراك بعض الدول الإسلامية سرًّا مع الشيطان المُحتلّ، بينما تُدمي جرائمه قلوب المسلمين الصائمين في غزة، وتُوجع الضمائر الإنسانية الواعية في جميع أنحاء العالم، أتوجّه إليكم، بصفتي أقلّ خادم للقرآن الكريم، وباسم المجتمع القرآني في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وباسم الشعب الشريف الذي لطالما افتخر بقضية القدس، وأدعوكم بكلّ ما أوتيتم من قوة وإمكانياتٍ إعلامية وترويجية واجتماعية، إلى تحويل يوم القدس، وليس هذا اليوم فقط، بل كلّ يومٍ من الآن فصاعدًا، إلى ساحةٍ عظيمة تهتزّ فيها أركان الظلم والجور الصهيوني وشركائه في العالم، وإلى منصةٍ للتضامن والتواصل مع ثورة الأحرار في غزة المظلومة والمقتدرة.

إنّ هذه الصرخة والثورة الإنسانية العالمية، وبحسب وعد الله سبحانه وتعالى، ستُسقط الكيان الإسرائيلي المُغتصب غير الشرعي بلا شك، إن شاء الله تعالى.

إنّ التاريخ الماضي بكلّ عبراته حاضر أمامنا، حيث يبيّن لنا كيف أيقظ المسلمون أهلَهم وبلادهم، حتى تمكنوا من توجيه التيارات الاجتماعية والحكومات الخاصة بهم والعالم بأسره نحو طريق الحقّ.

نسأل الله تعالى أن لا نكون من الساكتين عن هذه الفتنة العالمية في يوم الحشر، وأن نتمكن من رفع رؤوسنا أمام الله عزّ وجلّ ورسوله الكريم والقرآن الكريم، راضين عن سلوكنا وكلامنا وموقفنا في هذا الامتحان الإنساني.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخوكم، محمد قمي
رئيس مجلس تنمية وتطوير الثقافة القرآنية ورئيس منظمة الدعاية الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية
رمضان المبارك 1445 هـ
فروردين 1403 ش
أبريل 2024 م
.........................
انتهى/185