وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : الميادين نت+وكالات
الأحد

٣٠ أبريل ٢٠٢٣

٧:١٦:٠٩ م
1361606

رغم الخروقات.. الجيش و"الدعم السريع" يتفقان على تمديد الهدنة في السودان

بعد إعلان قوات الدعم السريع تمديد الهدنة، الجيش السوداني يوافق على تمديدها لمدة 72 ساعة إضافية.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أعلن الجيش السوداني، مساء اليوم الأحد، الموافقة على تمديد الهدنة الإنسانية في البلاد لمدة 72 ساعة، بعد خطوة مماثلة أعلنتها قوات الدعم السريع.

وذكر الجيش السوداني، في بيان أنه "بناء على مساعي طلب الوساطة الأميركية السعودية وافقت القوات المسلحة لتمديد الهدنة لمدة 72 ساعة على أن تبدأ اعتباراً من انتهاء مدة الهدنة الحالية".

وتابع الجيش: "نأمل أن يلتزم المتمردون بمتطلبات تنفيذ الهدنة مع جاهزيتنا التامة للتعامل مع أي خروقات".

وقالت الآلية الثلاثية في السودان (الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية، والأمم المتحدة)، في بيان لها، إن "وقف إطلاق النار سيمهد الطريق لمحادثات بين الجيش والدعم السريع، والتوصل لوقف دائم للأعمال العدائية"، داعية لاحترام وقف النار لحاجة الشعب الماسة لهدنة إنسانية.

وتبادلت الأطراف المتنازعة في السودان الاتهامات بارتكاب انتهاكات جديدة لوقف إطلاق النار، مع استمرار الصراع الدامي للأسبوع الثالث رغم تحذيرات من الانزلاق إلى حرب كارثية.

وسقط مئات القتلى وآلاف المصابين منذ أن تحولت منافسة قديمة على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى صراع في 15 نيسان/أبريل.

واستمر القتال بين الطرفين على الرغم من سلسلة اتفاقات لوقف إطلاق النار عبر تدخل وسطاء من بينهم الولايات المتحدة.

وقال صحافي من "رويترز" إن الوضع في الخرطوم، التي يقاتل الجيش قوات الدعم السريع المتمركزة في أحياء سكنية فيها، هدأ نسبياً صباح اليوم الأحد، وذلك بعد سماع أصوات اشتباكات عنيفة مساء أمس بالقرب من وسط المدينة.

وقال الجيش السوداني اليوم إنه دمر أرتالاً لقوات الدعم السريع في أثناء تحركها من الغرب إلى الخرطوم. وقالت قوات الدعم السريع إن الجيش هاجم بالمدفعية والطائرات الحربية مواقع لها في عدة مناطق بولاية الخرطوم.

وقالت الشرطة السودانية إن شرطة الاحتياطي المركزي انتشرت لحماية الأسواق والممتلكات التي تعرضت للنهب.

وحذرت قوات الدعم السريع شرطة الاحتياطي المركزي، السبت، من أن تصبح طرفاً في القتال.

وشرطة الاحتياطي المركزي هي فرقة كبيرة مدججة بالسلاح من الشرطة السودانية ولديها خبرة قتالية اكتسبتها من صراعات في دارفور بغرب البلاد وفي جبال النوبة في الجنوب.

وأدى القتال الدائر في الخرطوم حتى الآن إلى انتشار قوات الدعم السريع في أنحاء المدينة في ظل محاولات الجيش لاستهدافها بضربات جوية في الأغلب مستخدماً الطائرات المسيرة والمقاتلات.

ودفع الصراع عشرات الآلاف إلى الفرار عبر حدود السودان وأثار تحذيرات من احتمال تفكك البلاد مما يزعزع استقرار منطقة مضطربة بالفعل. كما دفع الصراع دولاً أجنبية إلى المسارعة في إجلاء مواطنيها.

وقال مسؤولان أميركيان إن الولايات المتحدة أرسلت سفينة تابعة لأسطولها لنقل مواطنيها وأعلنت بريطانيا أنها رتبت رحلة إجلاء جوية إضافية من بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.

وتبدو احتمالات إجراء مفاوضات بين طرفي الصراع ضعيفة.

وقال فولكر بيرتس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان للصحافيين في بورتسودان: "لا مفاوضات مباشرة بل تحضيرات لإجراء محادثات"، مضيفاً أن دولاً في المنطقة والعالم تتواصل مع الجانبين.

وكان بيرتس قد أبلغ "رويترز"، السبت، بأن الجانبين صارا منفتحين بدرجة أكبر على التفاوض وعبر عن أمله في عقد اجتماع مباشر بين ممثلي الجانبين في أقرب وقت ممكن بهدف "تحقيق وقف منظم لإطلاق النار مع آلية للمراقبة".

وقال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إنه لن يجلس أبداً مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.

بدوره، قال قائد قوات الدعم السريع  إنه لن يبدأ التفاوض إلا بعد أن يوقف الجيش الأعمال القتالية.

ومع إعلان الأمم المتحدة أن 16 بالمئة فقط من المنشآت الصحية في الخرطوم تعمل بشكل طبيعي، قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ثمانية أطنان من المساعدات الطبية.

وقال باتريك يوسف المدير الإقليمي لمنطقة أفريقيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر "العاملون في مجال الرعاية الصحية في السودان يفعلون المستحيل إذ يعتنون بالجرحى في ظل عدم وجود المياه والكهرباء والإمدادات الطبية الأساسية".

لكنه أضاف أنه في الوقت الذي جرت فيه الموافقة على وصول الإمدادات إلى الخرطوم فإن مفاوضات تجري مع الجانبين لتسهيل توصيلها داخل المدينة حيث تتعرض المستشفيات والقوافل وسيارات الإسعاف للهجوم.

وقُتل ما لا يقل عن خمسة من موظفي الإغاثة خلال القتال.

وكان ثلث سكان السودان البالغ عددهم 46 مليون نسمة بحاجة بالفعل إلى المساعدات الإنسانية حتى قبل اندلاع الصراع.

وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 75 ألف شخص نزحوا داخلياً خلال الأسبوع الأول من القتال بشكل رئيسي في ولايات الخرطوم والشمالية والنيل الأزرق وشمال كردفان وشمال وغرب وجنوب دارفور.

وفر أكثر من 30 ألف شخص إلى تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، التي حذرت من وصول عدد الفارين إلى 270 ألف شخص حال تواصل القتال.

ودفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات دبلوماسية، براً وبحراً وجواً.

وكانت وزارة الصحة السودانية قالت إن القتال طال 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.

وغرق السودان في الفوضى منذ انفجر في منتصف نيسان/أبريل الصراع الدامي على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقّب "حميدتي".

وأوقعت الحرب ما لا يقل عن 528 قتيلاً و4599 جريحاً، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة السبت، لكن يرجح أن تكون الحصيلة أعلى من ذلك.

وفي وقت سابق، اتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع، بتحويل مستشفى إلى ثكنة عسكرية مدججة بالسلاح ومركز قيادة للعمليات.

وحذّر رئيس مفوضية حقوق الإنسان بالسودان، رفعت ميرغني عباس، من أنّ النظام الصحي في البلاد على وشك الانهيار، نتيجة الاشتباكات المتواصلة منذ منتصف الشهر الجاري بين الجيش وقوات الدعم السريع.
.....................
انتهى/185