وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الاثنين

١٩ ديسمبر ٢٠٢٢

١١:٢١:٢٥ ص
1332106

بعد تسميتها سفينة عسكرية بالفلوجة.. "ذا انترست": واشنطن تحتفل بجرائمها

"ذا انترست" تستغرب عدم شعور الإدارة الأميركية بالعار، مع إطلاق اسم "الفلوجة" على إحدى سفنها العسكرية.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أعلن وزير البحرية الأميركي كارلوس ديل تورو، أنّ سفينة هجومية برمائية من الطراز الأميركي ستحمل اسم "يو اس اس الفلوجة" لإحياء ذكرى المعارك التي خاضها مشاة البحرية في تلك المدينة العراقية، وفق تعبيره.
وتعليقاً على ذلك، اعتبرت صحيفة "ذا انترست"، أنّ "القوات الأميركية ارتكبت أحد أبشع الجرائم ضدّ الإنسانية في مدينة الفلوجة، والآن تطلق اسمها على إحدى السفن العسكرية".
وأعربت عن استغرابها من عدم شعور الولايات المتحدة بـ"العار من المجزرة التي ارتكبتها في الفلوجة". وتساءلت الصحيفة: "لماذا تختار الولايات المتحدة الاحتفال بأكثر المعارك دموية وقسوة في العراق؟"
وأضافت الصحيفة، أنّ  "مئات المؤرخين، يجمعون على أنّ الفلوجة هي المدينة العراقية التي عانت من أكبر قدر من العنف على يد الجيش الأميركي".
فبعد أسابيع قليلة من الدخول الأميركي إلى بغداد عام 2003، أطلق جنود الفرقة 82 المحمولة جواً النار على حشد من المتظاهرين المدنيين وقتلوا 17 منهم.
وأشارت إلى أنّ الجيش الأميركي زعم حينها، أنّ الطلقات الأولى جاءت من عراقيين، لكن لا يوجد دليل مقنع على هذا التأكيد، والتقارير المهمّة تشير إلى عكس ذلك.
وشددت "ذا انترست" على أنّ عمليات القتل هذه كانت مقدمة  لسيل من العنف والدمار في عام 2004، مضيفة أنّ عمليات إراقة الدماء في ذلك العام، شملت  آلاف المدنيين، حيث تمّ قتل السجناء بشكل مباشر، وتعذيبهم.

"عقاب الفلوجة".. امتدّ إلى ما بعد الاحتلال الأميركي
وقالت الصحيفة إنّ "عقاب الفلوجة امتدّ إلى ما بعد الحقبة الوحشية للاحتلال الأميركي. ففي السنوات التالية، كان هناك ارتفاع في معدلات الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية وحالات الإجهاض بسبب الإستخدام الأميركي لليورانيوم المستنفد.
وتابعت "ذا انترست"، أنّه "بدلاً من الاعتذار عمّا تمّ فعله، تختار الولايات المتحدة الاحتفال به"، حيث أعلن البنتاغون هذا الأسبوع أنّه سيتم تسمية سفينة حربية بقيمة 2.4 مليار دولار باسم "يو إس إس الفلوجة".
ووفقاً لـ"ذا انترست"، فإنّ "القادة في واشنطن كانوا يتحدثون دائماً عن أنّ عشرات الجنود الأميركيين قتلوا في المدينة العراقية، لكنهم تجاهلوا العدد الأكبر من القتلى المدنيين العراقيين، كما تجاهلوا  جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الأميركية هناك، والتداعيات الصحية التي لا يزال أهالي المنطقة يعانون منها".
ورأت الصحيفة أنّ "هذه الجرائم  يبدو أنّها لم تكن مهمّة بالنسبة للبنتاغون".

ولادة أطفال بتشوّهات خطيرة
وشهدت مستشفى الفلوجة  هذا العام ولادة أطفال بتشوهات خطيرة ومتعددة.  وكان مسؤولون عراقيون كشفوا في وقت سابق عن تسجيل العراق أعلى معدل التشوه الخلقي في العالم خلال العقد الماضي، وهي الأعلى بين الدول التي تعرضت للقصف بـ"الأسلحة القذرة" خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي دراسة نشرت في 9 نوفمبر 2020، بعنوان" أطفال الفلوجة: اللغز الطبي في قلب حرب العراق"، فإنّه منذ احتلال الأميركي للعراق عام 2003، أبلغ الأطباءُ عن ارتفاع كبير في التشوهات الخلقية بين أطفال المدينة.
وبعد 3 سنوات من حصار الجنود الأميركيين لمدينتها، بدأت طبيبة الأطفال العراقية سميرة العاني، تواجه مشكلة في قسم التوليد، ذلك أنّ النساء يُنْجبن أطفالاً بأعضاء تنتأ من بطونهم أو لهم سيقان ملتصقة معاً كأذيال حوريات البحر. وبدا البعض كأنّهم مكسوون بجلود ثعابين، فيما خرج آخرون من الرحم وهم يلهثون دون نجاح من أجل الهواء.
واشتبه كثير من السكان بأنّ الهجمات الأميركية الرئيسية ضدّ المدينة ربما لها علاقة بهذه التشوهات. ذلك أن الهجوم الثاني الذي بدأ في أوائل تشرين الثاني\نوفمبر 2004 كان المعركة الأشرس من بين كل معارك الحرب الأميركية في العراق، فالحصار الذي استمر 6 أسابيع قتل آلاف العراقيين ودمّر معظم المدينة.
وأشارت دراسة أعدّت عام 2011 إلى أن "مقابل كل ألف مولود جديد هناك نحو 147 يولدون بتشوهات خلقية، وإن نسبة تشوهات أطفال الفلوجة تزيد 14 مرة عن مثيلتها في مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين".
ووفقاً لدراسة عام 2010، نشرتها "الغارديان"، فإنّ نسبة التشوهات بين المواليد في الفلوجة، وصلت 11 ضعف النسبة الطبيعية عالمياً، وارتفعت تلك النسبة ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة خلال النصف الأول من العام الحالي (2010)، وهي فترة لم تشملها الدراسات والبحوث السابقة.
وخلصت الدراسة، إلى أنّ مصدر تلك الأضرار الوراثية، الأسلحة التي استخدمت في الهجوم الأميركي على المدينة في عام 2004.
..................
انتهى / 232