وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ یمیل الإنسان إلی الحریة وإنه لا یحتمل البقاء في غرفة أو مکان مغلق لمدة من الزمان وهذا دلیل علی أن الإنسان بفطرته حرّاً ومختاراً.
ومن التساءلات لدی الإنسان في هذا العالم هل أنه خُلق حراً مختاراً أم أنه خُلق مجبراً؟ وفي هذا المضمار نظریات وأفکار لکثیر من العلماء. ولكن جزءًا من الآراء والنظريات تشير إلى حقيقة أن الإنسان حرّ وله حرية في اتخاذ القرارات والمضي قدماً كما يشاء.
ویعتقد الباحث في العلوم القرآنية والمفسر الايراني للقرآن الكريم، الشیخ "محسن قرائتي" أن الله خلق الإنسان حراً وأعطاه الإختیار لینتخب ما یرید وهناك أدلة کثیرة تدل علی حریة الإنسان منها:
أولاً إن الإنسان یتردد أحیاناً في القیام بفعل ما وهذا الشك إن دلّ علی شئ فإنه یدلّ علی حریته ویعني أن الخیار یعود الی الإنسان في إختیار فعل أم عدم إختیاره. ينتقد الناس أحيانًا عمل بعضهم البعض، ويدلّ هذا النقد على أن الشخص الذي قام بالعمل قد كان بامكانه أن لا يقوم به.
ثانیاً إن الإنسان یندم أحیاناً علی قیامه بفعل ما وهذا لأنه کان قادراً علی إختیار مسار آخر وأساس هذا الندم هو إختیاره وإلا فلیس هناك داعی أو سبب للندم.
إن الناس یربّون أبناءهم أو يعهدون بهم إلى معلم ومربي، وذلك لأن الإنسان يمكن أن يترك الطريق الخطأ ويسير إلى الطريق الصحيح. لذلك فإن وجود الشك والنقد والندم والتدريب هو سبب حرية الإنسان.
الحریة هي رغبة الناس كما أنها رغبة الحيوانات، وفي الجنة أيضاً إذا لم تكن هناك حرية فيتألم المؤمن، فلما دخل المؤمنون الجنة يشكرون الله على حريتهم في الجنة، كما جاء في الآية ال_74 من سورة "الزمر" المباركة وهي "ألحمدُ لِلّه الّذى نَتبَوّء من الجنّة حیث نشاء".
إن الله سبحانه وتعالى هو خالق الانسان، فلهذا على الانسان أن يتبع أوامره، ووإذا لم يكن للحرية حدود ویستخدم الإنسان قدرة اختياره لتحقيق رغباته أو رغبات الآخرين، فإنه سيقوده في الاتجاه الخاطئ. لذلك يجب أن تكون الحرية في إطار أوامر الله والعقل حتى لا تقضي على حرية الآخرين.
........
انتهى/ 278
المصدر : وكالة اكنا
الأربعاء
١١ مايو ٢٠٢٢
٦:٠٦:٣٢ م
1256640
إن الإنسان یندم أحیاناً علی قیامه بفعل ما وهذا لأنه کان قادراً علی إختیار مسار آخر وأساس هذا الندم هو إختیاره وإلا فلیس هناك داعی أو سبب للندم.