و أشار الرئيس احمدي نجاد في كلمة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون بالعاصمة الطاجيكية دوشنبة, الى الأزمات الاقتصادية والسياسية وازدياد المخاطر الناجمة عن التطرف والمخدرات والأمراض المعدية, مؤكدا ان منظمة شنغهاي للتعاون بإمكانها من خلال اتخاذ خطوات عمليه, أن تتدارك تهاون بعض المنظمات والمحافل الدولية و تلبي بعض متطلبات العالم اليوم. وأضاف رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية, "ان التطورات الاقليمية والدولية شهدت تسارعا كبيرا منذ القمة السابقة وحتى الآن, وان العالم يعاني من إتساع رقعة الجفاف, والنقص في المواد الغذائية وارتفاع كبير في أسعار السلع واضطراب الاسواق المالية وأغلب البورصات العالمية وإنتشار الفقر وتدخلات واسعة النطاق في اسواق المال لإنقاذ الاقتصاد الامريكي المتهاوي ونقل مشاكل هذا البلد الاقتصادية الى سائر البلدان ". وأضاف, "في المجال السياسي, لقد طال امد بعض الازمات وحدثت ايضا قضايا أخرى, ان أزمة العراق مستمرة ولايزال هذا البلد حتى الآن تحت وطأة الإحتلال, وان تواجد قوات الناتو في افغانستان ليس فقط لايساعد على إرساء الأمن بل ان اعداد كبيرة من أبناء الشعب الافغاني الأبرياء تسقط قتلى دوما في القصف والاشتباكات المسلحة, ولقد شهدنا مؤخرا مقتل أكثر من مائة شخص من الأطفال والنساء في هجوم همجي على قرية أفغانية, وان المجموعات التي تستهدفها الناتو في هذا البلد ليس فقط لم تتحجم بل أخذت تتسع رقعة تواجدهم وان هذا الوضع غير المستقر من شأنه أن يؤثر سلبيا على الشعب الأفغاني المظلوم والدول المجاورة ودول المنطقة أيضا ". وأوضح بأن "بعض القوى الغربية تحاول النيل من تضامن دول المنطقة وخلق التوتر بين الدول المتجاورة عن طريق تحريض بعض التيارات السياسية وبعض الحكومات وتدعوها الى الإنضمام الى تحالفات عسكرية, حتى تتمكن من زيادة نفوذها واقتدارها السياسي والعسكري من جهة, وعرقلة اقتدار دول المنطقة من جهة أخرى وللأسف لا زالت هذه الممارسات الانفرادية مستمرة ". واشار الى ان انتاج وتصنيع وتوزيع المخدرات لازال يمثل احد المخاطر العالمية الآخذة في الاتساع, مؤكدا انه بالرغم من الشعور بهذا الخطر العالمي وطرح هذا الموضوع في اجتماعات مختلفة فإنه لم تتخذ خطوة شاملة ومؤثرة لمواجهة هذا الخطر. وأوضح بأن الملايين من الناس يسقطون سنويا ضحايا بسبب استخدام المخدرات وهو مايفوق حجم خسائر الحروب التقليدية في العالم, وكذلك انتشار مرض الايدز حاليا يلحق أيضا بالمجتمع البشري مثل هذه الخسائر, بالاضافة الى مايشكله التطرف والارهاب الاعمى من تهديد لحياة الشعوب لاسيما شعوب المنطقة وزعزعة لأمنها. واشار الرئيس احمدي نجاد الى عدم قدرة الأنظمة الاقتصادية والسياسية العالمية حتى الآن على مواجهة المشاكل والتحديات الكبيرة في العالم والقضاء عليها, سواء في الازمات الاقتصادية مثل ارتفاع أسعار السلع واتساع نطاق الفقر أو في الأزمات السياسية مثل جرح فلسطين القديم الذي يحصد يوميا ارواح النساء والاطفال والشباب الفلسطينيين منذ 60 عاما وحتى الآن ويفرض الحصار اللاإنساني على مئات الآلاف من الأشخاص الآخرين ويحرمهم من الغذاء والدواء أو في قضيتي العراق وافغانستان والتهديدات المتسترة المتمثلة بالمخدرات والأمراض المعدية والمجاميع المتطرفة. وأعرب رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية عن اعتقاده بأن منظمة شنغهاي للتعاون بإمكانها من خلال ابتكار خطوات عمل جديدة, أن تتدارك تهاون بعض المنظمات والمحافل الدولية و تلبي بعض متطلبات العالم اليوم, متقدما باقتراحات في هذا الشأن: الأول, توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والمصرفي بين الدول الأعضاء في المنظمة بالاعتماد على العملة المتداولة لدى هذه البلدان, على ان تتم في المستقبل بحث ودراسة وضع عملة موحدة لاستخدامها في التعامل خارج اطار المنظمة. الثاني, تأسيس مصرف منظمة شنغهاي للتعاون بمشاركة الدول الأعضاء لتسهيل التبادل التجاري. الثالث, إقامة تعاون أمني بين الدول الأعضاء من اجل مواجهة عصابات تهريب البضائع والجرائم المنظمة والإرهاب والتطرف. الرابع, تأسيس لجنة سياسية مشتركة لإجراء المشاورات بشكل دائم بين الدول الأعضاء من اجل تقريب وجهات النظر السياسية وتوثيق التضامن. الخامس, تأسيس مركز قضائي لرفع الخلافات المحتملة بين الدول الأعضاء. وتمنى رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية في ختام كلمته لأعضاء المنظمة مزيدا من النجاح والتوفيق, مؤكدا استعداد ايران بما تملكه من قدرات اقتصادية وثقافية وسياسية, لتوسيع وتوثيق تعاونها مع منظمة شانغهاي للتعاون والدول الأعضاء فيها
انتهی / 115