وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أجرت وكالة "سبوتنيك" مقابلة فيديو حصرية مع زعيم حزب "الوحدة الإسلامية" في أفغانستان والمستشار السياسي والأمني للرئيس الأفغاني الهارب أشرف غني، محمد محقق، الذي تحدث عن الوضع الحالي في أفغانستان، ووضع طائفة الهزارة الشيعية خلال فترة حكم حركة "طالبان" (المحظورة في روسيا)، وعن واقع حكومة طالبان الجديدة وما إذا كانت طالبان ستفي بوعودها بشأن مكافحة الإرهاب والمخدرات.
تطرق محقق في حديثه إلى الواقع الحالي في البلاد من الناحيتين الاجتماعية والسياسية خلال الفترة الأخيرة التي استولت فيها حركة "طالبان" على كامل البلاد.
محقق: "طالبان" لم تتخذ خطوات لتأسيس حكومة شاملة
اعتبر محقق أن الواقع الحالي للبلاد غير مناسب لتشكيل حكومة جديدة، وأن "طالبان" لا تظهر مؤشرات لتنفيذ وعودها وتأكيداتها، حيث يستمر الانتقام والضغط على شرائح مختلفة من السكان حتى اليوم.
وشدد محقق على أن جميع الطوائف معترف بها رسميا في الدستور الأفغاني، وأن الشعب الأفغاني بكامله شارك في تحرير البلاد من "الأجانب" (القوات الأمريكية)، لكنه وعلى الرغم من ذلك، تم إنشاء حكومة تمثل جانبا واحدا فقط (في إشارة إلى حكومة طالبان).
وعبر محقق عن أمله في تشكيل حكومة شاملة بما ينسجم مع المفاوضات الأخيرة التي تمت بين الأفغان؛ قائلا: "حكومة شاملة تضم ممثلين عن جميع الشعب الأفغاني وفئات المجتمع الأفغاني، ولكن هذا لم يحدث، حتى الآن، لم تتخذ طالبان أي خطوات نحو تشكيل مثل هذه الحكومة".
محقق: "الهزارة الشيعية" على شفير كارثة
نوه محقق إلى أن "طالبان" لم تقاتل طائفة الهزارة الشيعية، لأنهم (طالبان) كانوا يقاتلون النظام الذي أنشأته أمريكا في البلاد، لكن "ربما كان هناك بعض الأفراد في نظام غني من الهزارة، لكن تم استبعاد هؤلاء من الحكومة، وفي الآونة الأخيرة، لم نكن (الهزارة) في القوات المسلحة، أي أنه لم تكن هناك حرب بيننا وبين طالبان. ومع ذلك، لكن اضطررنا للدفاع عن أنفسنا إذا هاجمت طالبان مناطق يسكنها الهزارة. على سبيل المثال، في باتو أو كيجران في دايكوندي. وإذا نظرنا إلى هذا الأمر فهناك احتمال من قيام طالبان بالانتقام"، كما يعتقد محقق.
وبين محقق أن طالبات تأخذ الأسلحة من بعض المواطنين في منطقة دايكوندي (طالبان) حيث فرت أكثر من 2700 أسرة من منازلها. كما توجد ضغوط في بعض سكان مناطق الشمال. على الرغم من العفو الذي أعلنته طالبان، وبعض الأشخاص الذين عملوا في الحكومة السابقة تركوا منازلهم وغادر بعضهم إلى باكستان وإيران.
واعتبر محقق أن القضية الأهم من وجهة نظره هي أن "هذه الحكومة (طالبان) لا تقدم المساعدة للهزارة. حيث جرت العادة أن تقوم الحكومة السابقة بخطوات لتزويد الهزارة بالطعام والقمح والدقيق والأرز والوقود في الشتاء. الآن لا توجد أخبار (عن دعم الهزارة)، وعلاوة على ذلك، فإنهم (طالبان) يجمعون الأسلحة والضرائب، مثل العشر والزكاة. الهزارة على شفا كارثة إنسانية هذا الشتاء".
محقق: "الهزارة" عانوا في فترة حكم غني
شدد محقق في تصريحاته على أنه "لا نطلق العنان للحرب لأننا نعتقد أن طالبان يجب أن تفهم أن هؤلاء الأشخاص الذين لم يتواجدوا بعد في الحكومة هم من أبناء وطنهم (أفغانستان). وأنه كما عانت حركة طالبان على يد حكومة غني والولايات المتحدة، فقد عانينا نحن الهزارة تحت حكم غني أيضا. في عهد غني، أُجبرت على مغادرة البلاد، استعدينا لهجوم من غني على منزلي وأخذت العائلة بأكملها إلى الخارج".
واعتبر محقق أنه "إذا أرادت طالبان إنهاء الحرب الأهلية ومنع الصراع بين الأفغانيين، فيجب عليهم إظهار ذلك من خلال سياساتهم، مثل قبول ممثلين عن جميع الشعب في الحكومة. وهذا أيضا ما يريده الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي".
مقاومة في محافظة بنجشير
نوه محقق إلى أنه لا يملك الكثير من المعلومات حول الوضع في محافظة شمال كابول. وقال: "وذكرت وسائل الإعلام أن طالبان احتلت الشوارع والمحافظات، لكنها أشارت أيضًا إلى وجود مقاومة في بعض المناطق الجبلية. سمعت أن إخواننا في بنجشير يزعمون أنهم يسيطرون على معظم المناطق ويواصلون المقاومة.
إذا حكمنا على ما إذا كانت هذه المقاومة قانونية أم لا، فإنهم (المقاومون) يقولون إنهم يسعون خلف أهداف مشروعة. نحن نتحدث عن تشكيل حكومة شاملة يتم فيها تمثيل كل المجموعات العرقية".
محقق: لم تتقدم المفاوضات بين الأفغان
قال محقق: "نحن نؤيد إغلاق "أبواب الحرب" وإقامة حكومة شاملة. يجب أن تكون طالبان مرنة. لقد كانت المفاوضات بين الأطراف الأفغانية تهدف إلى إقامة حكومة شاملة. ولا تعني حقيقة فرار غني ومنحهم السلطة أن سلطتهم شرعية".
وتابع محقق موضحا: "في الأسابيع الثلاثة الأخيرة من حكمه، سلم غني، بموافقة الولايات المتحدة أو بدونها، جيشه إلى طالبان. في ذلك اليوم، استسلمت عدة مناطق لطالبان دون وجود أي مقاومة، حتى أن الحكومة هددت أولئك الذين قاوموا طالبان. أي أن حكومة غني سلمت لهم البلاد بشكل غير مباشر، لكن هذا (الطريق) غير شرعي. يجب الاعتراف بالحكومة من قبل جميع ممثلي أفغانستان. يجب أن تكون جميع الأقليات القومية والدينية ممثلة في هذه الحكومة. من الواضح أن الحكومة التي وصلت إلى السلطة بالقوة لن تدوم طويلا".
وشدد محقق في ختام حديثه إلى أنه "يجب تشكيل حكومة شاملة من خلال المفاوضات بين قادة الأحزاب السياسية وطالبان. أنا أؤيد الحوار السياسي. وإذا لم نتوصل إلى اتفاق، ستبدأ المقاومة، سواء أحببنا ذلك أم لا".
..................
انتهى / 232