وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ وعن هذا الإصدار تحدَّث الأستاذُ الدكتور كريم حسين ناصح الخالدي رئيسُ قسم الموسوعات والمعجمات في المركز المذكور، قائلاً: "قد أظهرت الأحداثُ والأزماتُ التي شهدها المجتمعُ العراقيّ ، حكمةَ المرجعيّة الدينية في النجف الأشرف وقدرتها على إيجاد الحلول الناجعة لكثيرٍ من الأمراض الاجتماعيّة والإداريّة والسياسيّة.
فقد كان لتوجيهات سماحة المرجع السيّد علي السيستاني ومواقفه الحكيمة الأثرُ الجليّ في وأد الفتن وحلّ المشكلات، فلم تتوقّف إرشاداتُه الحكيمة عند حدود معيّنة بل امتدّت إلى معالجة القضايا الساخنة التي مرّ بها العراق سواءً كانت في الأطر الاجتماعيّة أم السّياسيّة أم الإداريّة".
وأضاف: "مَن يستعرض خطب الجمعة في عام 2008م يجد أنَّ المرجعيّة الدينية كانت تقف دائمًا في قلب الأحداث، موجّهةً ومرشدةً وناصحةً تهدي إلى سواء السبيل، وترشد إلى اتّباع الاتّجاه الصّحيح، ونجد هذا جليًّا في مطالبتها بوضع أسسٍ للتفاوض مع الوفد الأمريكيّ لإبرام اتّفاقيّةٍ بين البلدَيْن، وكان من أهمّ تلك الأسس عدم المساس بالسّيادة العراقيّة، والحفاظ على المصالح العُليا للشعب العراقيّ، وعدم التفريط بها، وعدم السّماح بجعل أرض العراق وأجوائه ومياهه منطلقًا للإضرار بدول الجوار".
وتابع: "يُدرك من يدرسُ خطب الجمعة هذا العام أنَّ إرشادات المرجعيّة الدينية شاملةً تجاوزت الأطر المذهبيّة الضّيّقة، والولاءات الحزبيّة والإثنيّة المحدودة، وسعت إلى ترصين وحدة الشعب العراقيّ، وطالبت بالمساواة بين أبنائه، ودعت إلى نيلهم حقوقهم كاملةً، ومنها حقّهم في إجراء انتخاباتٍ نزيهة، وحقّ المهجّرين في العودة إلى منازلهم، وحقّهم في تقديم الخدمات الضّرورية لهم".
موضّحاً: "لا شكّ في أنّ تشخيص هذه القضايا ومعالجتها بالحكمة والفكر النّيّر يضع هذه الخطب في دائرة اهتمام الباحثين والمفكّرين والدّارسين، ويفتح الآفاق لدراساتٍ علميّة هادفة وبحوث أكاديميّة تضع القارئ في مديات عطاء المرجعيّة الدينية ومشاركاتها الفعليّة في وضع الرؤى الصّائبة، والحلول النّاجعة التي قادت العراق إلى تحصين لحمة شعبه، وتجاوز أزماته، وتنبيه المسؤولين على مواطن الخلل والفساد الماليّ والإداريّ، ومكامن الخطر الذي يحدق بالبلد ويهدّد وحدته".
.....
انتهى/ 278
المرجعيّة العُليا