وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ انعقدت ندوة علمية تحت عنوان "دور المقاومة الإسلامية في الدفاع عن الأماكن المقدسة الشيعية"، وذلك في الذكرى السنوية الأولى لقادة النصر الفريق الحاج "قاسم سليماني"، والحاج "أبومهدي المهندس" برعاية "لجنة فِرَق التشيع العلمية" و"وكالة ابنا".
وكان الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله "رمضاني" أول من ألقى كلمة في هذه الندوة الافتراضية، وتطرق في كلمته إلى "أصول الجهاد والمقاومة في الفقه الإسلامية".
وأشار آية الله رمضاني في بداية هذه المراسيم إلى ضرورة دراسة قضية المقاومة، وصرح: إن الشهيد سليماني كان مجاهدا قرآنيا، ومحورا لشهداء المقاومة وسيدهم، ويجب أن تُدرس المقاومة دراسة وقراءة دقيقة.
وتابع سماحته: هناك من ليس لديهم فهم صحيح من آيات الجهاد في القرآن ينسبون العنف والسعي للحرب إلى الإسلام وإلى النبي الأكرم (ص)، على سبيل المثال هناك مقالا كتب في فيينا حول الرسول الأعظم (ص) نسبوا إليه عدة موارد منها سعيه لاكتساب القوة وتنفيذ العنف، ويذهب بعض علماء المسيحيين أن دينهم دين المحبة، لكن دين الإسلام دين العنف والحرب.
وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): ورد ما يقارب من 300 آية حول الجهاد في القرآن، وهذه الآيات تتحدث عن تشريع الجهاد وآدابه وأصوله، وهناك من لم يدرس هذه الآيات ولم يفهمها بصورة صحيحة، ينسب العنف إلى الإسلام. وقد حدثت عشرات المعارك في زمن النبي الأكرم (ص) بين المسلمين والمشركين، فمنها الغزوات وفيها شارك النبي (ص)، والأخرى لم يشارك فيها النبي (ص)، ويعتبر البعض هذه الحروب تشير إلى عنف الشريعة الإسلامية.
وأكد آية الله رمضاني ضرورة الدراسة الدقيقة لمبحث الجهاد في الإسلام، وصرح: إن بعض المفكرين لم يتمكنوا من الفهم الصحيح لآيات الجهاد، فأكدوا على تنحي الجهاد جانبا؛ لأن اليوم زمن السلام.
وتابع سماحته: إن جميع الأنبياء بعثوا لنشر الرحمة الإلهية، وبالنسبة إلى الرسول الأكرم (ص)، هذه القضية واضحة صرحت بها آيات القرآن الكريم، وقد ورد مفاهيم عديدة حول الرحمة، والعفو، والغفران الإلهي، والتجاوز عن الخطايا في آيات من هذا الكتاب السماوي.
وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): هناك مستكبرون كنمرود وفرعون وأمثالهم وقوف أمام الأنبياء والرسل على مدى التاريخ، فحارب الأنبياءُ هذه التيارات الاستكبارية، وقارعوها.
وأشار آية الله رمضاني إلى وضع المجتمع الرسول (ص) في زمنه، وصرح: إن الرسول الأكرم (ص) بعث في مجتمع كانت المعايير الإنسانية مقلوبة، وكان لأصحاب القوة في المجتمع كلمتهم وهم معيار الحق ومحوره، كما أن الفجوة الطبقية واضحة تماما آنذاك.
وتابع: ما دام النبي (ص) كان في مكة لم تحدث أي معركة رغم تعذيب المسلمين وأذاهم من قبل المشركين وانتهجوا المسلمين المقاومة فحسب، لكن بعد هجرة النبي (ص) حدثت غزوات النبي (ع)، وكان المشركون -الذين يسعون لعدم منح الحرية للناس- هم من بدأوا المعارك.
وأشار آية الله رمضاني إلى خصائص الحرب في الإسلام، وصرح: عندما يتحدث الإسلام عن الحرب ليس للفتوحات وتوسيع الحدود، والنزعات الشخصية، واستغلال البشر، والعنصرية، وغصب الأراضي، وفرض العقيدة، وجمع الأموال، وإرعاب الناس، والتطرف، والاستبداد، والغطرسة، بل لمقارعة هيمنة الاستبداد ودفع الاضطهاد.
وأشار آية الله رمضاني إلى سيرة الشهيد سليماني، وصرح: هذا الشهيد قدم تفسيرا دقيقا عن المقاومة لجميع العالم، ووقف أمام من يسعون إلى الهيمنة، وكان في هذا الطريق لا يخشى إلا الله، فأصبح قدوة لأهل المقاومة.
وتابع سماحته: كان الشهيد سليماني مجاهدا إلهيا وسماويا، وسالكا طريق الحق، ساعيا نحو توفير الأمن للمجتمع البشري، ومن أجل ذلك ذهب إلى أماكن مختلفة، كما أنه لم يفكر لاستتاب الأمن في داخل إيران فحسب، بل كان يسعى لتحقيق الأمن ومقارعة الاضطهاد وأطماع الظالمين في خارج حدود إيران.
.........
انتهى/ 278