وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : موقع قناة العالم
الثلاثاء

٩ يونيو ٢٠٢٠

٤:٣٥:٣٠ ص
1044696

رائحة ترامب النتنة أزكمت حتى أنوف الجمهوريين

يبدو ان رائحة ترامب النتنة التي كان الجمهوريون يحاولون الايحاء بعدم وجودها خلال اكثر من ثلاث سنوات، باتت اليوم تزكم أنوفهم اكثر من الديمقراطيين، لقرب ترامب منهم.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ يقال ان الفئران هي أول من يقفز من السفينة الغارقة اذا ما احست بالخطر، وهذه المقولة تنطبق اليوم على اعضاء الحزب الجمهوري الامريكي الذين اعطوا قيادة سفينتهم لسفيه مثل ترامب، الذي حطم صواريها ومزّق اشرعتها وشقق جدرانها وارضيتها، حيث بدأ العديد منهم بالقفز من السفينة ، قبل خمسة اشهر فقط من موعد الانتخابات الرئاسية، لتلمس الخلاص والنجاة بانفسهم قبل ان يغرقها ترامب بجنونه.

موقف ترامب من الاحتجاجات المنددة بعنصرية ووحشية الشرطة، واستجابته الفاشلة لجائحة كورونا وسوء ادارته لها ، وتزايد عدد جيوش العاطلين عن العمل بعد اغلاق السوق الامريكية بسبب الوباء ، وانخفاض اسعار النفط الى مستويات قياسية، والفورة العنصرية التي اشعلها ترامب في المجتمع الامريكي، واصراره على تدخل الجيش لقمع المحتجين على جريمة قتل الشاب جورج فلويد، ووصفه لهم بقطاع الطرق واللصوص، واخيرا الاوامر التي اصدرها بإخلاء الشوارع خارج البيت الأبيض حتى يتمكن من الخروج لالتقاط صورة فوتوغرافية بالقرب من كنيسة، كل ذلك كان بمثابة ناقوس الخطر الذي اخذ يدق بالنسبة للعديد من الجمهوريين الذين اخذوا يصرحون علنا ان سلوك ترامب لم يعد يقنعهم وأنه لم يعد بإمكانهم البقاء صامتين.

"التمرد الجمهوري" على ترامب كشفت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير نشرته مؤخرا وتحدثت فيه عن استياء زعماء الحزب الجمهوري السابقين من إدارة ترامب، الذين اكدوا صراحة رفضهم إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، ومنهم من اعلن وبوضوح انه سيدعم وسيصوت لمنافسه الديمقراطي جو بايدن.

من بين هؤلاء الجمهوريين، كما ذكر تقرير "نيويورك تايمز"، الرئيس السابق جورج دبليو بوش والسيناتور ميت رومني، اللذان اعلنا صراحة انهما لن يدعما إعادة انتخاب ترامب، بينما مازال جيب بوش مترددا، ومن شبه المؤكد أن سيندي ماكين، أرملة السيناتور جون ماكين، ستدعم بايدن، كما سيدعمه وزير الخارجية الاسبق كولن باول، اما كونداليزا رايس وزيرة الخارجية السابقة فاعلنت انها لن تدعم ترامب.

تسارع التصريحات العلنية المعارضة لترامب داخل الحزب الجمهوري والمؤسسة العسكرية في الأيام الأخيرة، لاسيما بعد الاوامر التي اصدرها ترامب باطلاق النار على المتظاهرين، كشف عن استياء واضح لاداء وسلوكيات ترامب، داخل الحزب الجمهوري، ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن وليام ماكرافين، أميرال البحرية المتقاعد الذي قاد الغارة التي قتلت أسامة بن لادن، قوله : "لقد حان الوقت لقيادة جديدة في هذا البلد، جمهوريا كان أم ديمقراطيا أو مستقلا. وقد أظهر الرئيس ترامب أنه يفتقر للصفات اللازمة ليكون القائد الأعلى للقوات المسلحة".

وذات الموقف ايضا اعلن اعنه الأميرال جوزيف ماغواير، وجيم ماتيس، ومايك مولن، ومارتي ديمبسي، والنائب عن فلوريدا فرانسيس روني، الذي اعلن انه سيدعم بايدن لان ترامب على حد تعبيره "يدفعنا جميعا إلى الجنون"، والمعروف عن روني تبرعه بملايين الدولارات للمرشحين الجمهوريين على مر السنين، ولم يصوت لديمقراطي منذ عقود.

ونقلت الصحيفة عن السيناتور عن ولاية ديلاوير كريس كونز قوله ، إن البعض من أعضاء مجلس الشيوخ ومهما كانت تعليقاتهم العامة لن يصوتوا لترامب، وانه ، اي كونز، اجرى خمس محادثات مع أعضاء مجلس الشيوخ الذين أخبروه أنهم يجدون صعوبة في دعم ترامب، دون أن يذكر أسماءهم.

أكدّت الصحيفة أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن إحساس العديد من الجمهوريين الموجودين خارج السلطة بالخطر هو الذي دفعهم إلى مساندة بايدن، فهذا السيناتور السابق جيف فليك انتقد ترامب لتمسكه بموقفه ولم يحاول حتى الاستعانة بأي شخص خارج دائرته الضيقة، فيما صرّح النائب السابق مارك سانفورد، الذي اعلن السنة الماضية أنه سيدعم ترامب إذا فاز في ترشيحات الحزب، لكنه أصبح الآن يعتقد أن ترامب يهدد استقرار البلاد.

بات العديد من الجمهوريين يسعون لهزيمة ترامب، حتى امام مرشح ديمقراطي، فقد اعلنت كوري شاك، التي عملت في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية في عهد الرئيس جورج بوش، أن هناك جهدا منظما حول كيفية جعل أصواتنا مفيدة في هذه السنة، وان عددا من المسؤولين الذين عملوا مع الرئيسين بوش وريغان يسعون حاليا إلى التعبير عن معارضتهم لترامب حتى لو صب ذلك في مصلحة بايدن.

يبدو ان رائحة ترامب النتنة التي كان الجمهوريون يحاولون الايحاء بعدم وجودها خلال اكثر من ثلاث سنوات، باتت اليوم تزكم أنوفهم اكثر من الديمقراطيين، لقرب ترامب منهم، وكذلك لتحملهم مسؤولية ما يرتكبه من فظائع لكونه من حزبهم، وهو ما دفعهم للتفكير بالقفز من سفينة ترامب المهددة بالغرق.
..........
انتهى/ 278