وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : العتبة العباسية المقدسة
الاثنين

٢٥ مايو ٢٠٢٠

٦:٣٢:٥٢ م
1040008

مراحل تحقيق المخطوطات في مركز إحياء التراث للعتبة العباسية المقدسة

إنّ عمل قسم تحقيق المخطوطات يمرّ عبر مراحل متسلسلة، من أجل ضمان الدقّة في العمل واستثمار الوقت.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ لا تخفى على كلّ مهتمٍّ بالشأن التراثيّ الإسلاميّ الجهودُ الكبيرة التي تبذلها العتبةُ العبّاسية المقدّسة في مجال تحقيق المخطوطات، ويُعدّ قسمُ التحقيق في مركز إحياء التراث التابع لمكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة، أحد أبرز الفاعلين في مجال تحقيق المخطوطات.

مسؤولُ المركز المذكور الأستاذ محمد محمد حسن الوكيل بيّن لشبكة الكفيل العالميّة قائلاً: "يضمّ قسمُ التحقيق كادراً متخصّصاً في هذا المجال، حيث تمّ إنجاز العديد من الكتب ذات المواضيع المختلفة من حديث، وعقائد، وكلام، وأدب، وتاريخ... إلخ، مراجعةً وتحقيقاً، مع المراعاة فيما يحقّقه ويـنشره للنصوص المتينة والقيّمة والمواكبة لمتطلّبات العصر".

وأضاف: "إنّ عمل قسم تحقيق المخطوطات يمرّ عبر مراحل متسلسلة، من أجل ضمان الدقّة في العمل واستثمار الوقت، وأهمّ هذه المراحل ما يأتي:

أوّلاً: اختيار المخطوط المراد تحقيقه:

لم تكن آليّة اختيار المخطوط عشوائيّة، وإنّما كانت وفق اعتبارات عديدة أهمّها: موضوع المخطوط، ومن ثمّ مؤلِّفُه، فالموضوع الذي يتلاءم مع ما يحتاجه القارئ هو الأهمّ، سواءً كان هذا الموضوع في الحديث الـشريف أو العقائد وغيرهما، وقِدَم المؤلَّف وشهرته العلميّة قد يُعطيان للمخطوط قيمةً علميّةً أكثر من غيرها، ويتمّ اختيار المخطوط المراد تحقيقه من قِبل لجنةٍ علميّة متخصّصة.

ثانياً: البحث عن نسخٍ أُخَر للمخطوط:

بعد اختيار المخطوط المراد تحقيقه، لابُدّ من معرفة هل هذه النسخة يتيمة أو هناك نسخٌ أُخر بخطّ المؤلّف أو بخطّ غيره.. إلخ. ويتمّ ذلك من خلال قراءة فهارس المخطوطات في الخزانات الخاصّة والعامّة، المحلّية والإقليميّة، والاستعانة بالمختصّين من أهل الخبرة، والعمل على تحصيل تلك النسخة إنْ وُجدت.

ثالثاً: تصوير نسخ المخطوط:

بعد جمع نسخ المخطوط، لابُدّ من تصويرها؛ لأنّ العمل على النسخ الأصليّة غير مُمكن فقد يُعرّضها للتلف، فضلاً على أنّ بعض النسخ قد تكون مملوكةً لمكتباتٍ أُخَر وبعيدة، وهذا العمل يكون من اختصاص وَحدة تصوير المخطوطات التابعة للمكتبة.

رابعاً: تنضيد المخطوط:

وفي هذه المرحلة يتمّ تنضيد المخطوط من قِبل منضّدين مختصّين، لهم خبرةٌ في معرفة أنواع الخطوط وفكّ رموزها، وقراءة المعقّد منها، ووضع الحواشي والتعاليق في أماكنها المعيّنة.

خامساً: مقابلة نسخ المخطوط:

بعد أن يتمّ تنضيد المخطوط تتمّ مقابلته مع النسخ الأصليّة وتثبيت ما سقط سهواً في أثناء التنضيد، أو الاختلافات الواردة في النسخ إنْ كانت أكثر من واحدة، وذلك يكون بعد إعطاء رمزٍ خاصّ لكلّ نسخة، ومن ثمّ يُشار في الهامش إلى تلك الاختلافات.

سادساً: تحقيق النصّ:

تُعدّ هذه المرحلة من أهمّ المراحل وأدقّها وأكثرها عناءً، إذ يتمّ من خلالها تخريج ما ورد في المتن من آيات، وأحاديث، وأقوال، وأبيات شعريّة، وأحوال الشخصيّات والرجالات، وتقطيع النصّ، وإثبات علامات الترقيم أو شرح بعض المطالب المبهمة، وكذلك التعليق على بعض النكات المهمّة، فضلاً عن بيان معاني بعض الكلمات الغريبة والتعريف بالأماكن وذلك في الهامش، بالاعتماد على المصادر المستخدمة من قِبل المؤلّف أو القريبة منها، وكذلك كتب الحديث والرجال والبلدان والدواوين الشعريّة والمعاجم اللغويّة وغيرها.

سابعاً: المراجعة العلميّة:

وفي هذه المرحلة تتمّ مراجعة العمل المحقَّق والمسائل المتعلّقة بمنهجيّة البحث والتحقيق، وتثبيت الملاحظات العلميّة المهمّة، ويتمّ ذلك من قِبل مختصّين في مجال التحقيق.

ثامناً: التدقيق اللغويّ:

هي من المراحل الضروريّـة لأيّ نتاجٍ علميّ، لضمان السلامة اللغويّة عن طريق مراجعة نصوص الكتاب متناً وهامشاً، وضبطها نحويّاً وصرفيّاً وإملائيّاً.

تاسعاً: الإخراج الفنّي والتصميم الطباعي:

في هذه المرحلة يهتمّ المخرج الفنّي بوضع اللمسات الفنّية على الكتاب ابتداءً من تصميم الغلاف، وضبط الأسطر، وقياس الصفحات، واختيار نوع وحجم الخطّ المستخدم في الكتاب، وكلّ ما يتعلّق بالمظهر الشكلي للكتاب، فضلاً عن ترتيب الفهارس الفنّية الموجودة في آخر الكتاب بشكل جداول، وتخريج أرقام الأجزاء والصفحات الموجودة فيه.

عاشراً: عمل الفهارس الفنّية:

يتمّ في هذه المرحلة استخراج الآيات والروايات والأعلام والأشعار والأماكن الواردة في الكتاب عن طريق جذاذات، كما يتمّ في هذه المرحلة أيضاً جرد المصادر التي اعتمدها المؤلِّف، وكذلك مصادر التحقيق، وبعد ذلك يتمّ ترتيب المستخرجات بحسب الحروف الألف بائيّة، ثمّ تُنضّد وتُخرّج فنّياً.

حادي عشر: المراجعة الفنّية:

حرصاً على الدقّة في العمل ومن أجل التقليل -قدر الإمكان- من وجود الأخطاء، نقوم في هذه المرحلة بمراجعة الكتاب مراجعةً دقيقة وشاملة؛ بغية التأكّد والحفاظ على القيمة العلميّة والفنّية للكتاب".

يُذكر أنّ مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة التي ينضوي تحتها مركزُ إحياء التراث، هي تابعةٌ لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة.
..........
انتهى/ 278