وكالة أهل البيت(ع) للأنباء - ابـنا / قسم التحلیل السیاسي:
لا توجد قضية أو معركة تتمتع بالصدقية والشرعية في أمتنا الإسلامیة بعصرنا الحاضر كقضية القدس الشریف ومواجهة العدو الصهيوني، وهي معركة لا غبار عليها، واليوم توجد الكثير من المواجهات والصراعات والمشاريع المتضاربة ونختلف أين الحق وأين الباطل وقد يختلط الحق والباطل، لكن هنا نحن أمام حق كامل.
في ظل انتشار فايروس كورونا الذي أجبر الدول على منع التجمع، علی المسلمین في كافة أرجاء العالم أن يتجهزوا لإحياء يوم القدس العالمي لسنة 1441 (2020م.) - باعتباره واجب ديني وانساني - عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلی أعتاب هذا الیوم، کتبت السیدة «ديما الفاعوري» الإعلامية والباحثة الأردنية، عن قضیة فلسطین، وعمّا یکون علینا تجاه القدس وما علی عاتقنا نحو یوم القدس العالمي:
** يوم القدس العالمي ... صفعة في وجه الاحتلال **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: ديما الفاعوري (إعلامية وباحثة أردنية)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في شهر رمضان المبارك وبالتزامن مع احياء العرب والمسلمين مناسبة يوم القدس العالمي وجهت الدراما العربية صفعة قاسية للقضية الفلسطينية، ضاربة بعرض الحائط الرمزية الدينية والتاريخية لفلسطين لدى ملايين المسلمين والعرب ومستفزة مشاعرهم خدمة للكيان الصهيوني الغاصب حيث جاءت المسلسلات والاعمال الدرامية لهذا العام وعلى غير المعتاد تتبجح بالدفاع عن اسرائيل وتاريخها وامجادها وظهر هذا التطبيع، من الخفاء الى العلن - ولا اقصد هنا معتنقي الديانة اليهودية باعتبارهم اهل كتاب حالهم حال الاخوة المسيحيين - بل ما اقصده هو الكيان الصهيوني الغاصب لقبلة المسلمين الاولى والذي يمارس مجازره الوحشية بحق الابرياء يومياً دون اي رادع او موقف عربي أو دولي لانهاء سلسلة الانتهاكات اللإنسانية.
ونحن هنا لا نلوم الكيان الصهيوني اذا كان العرب انفسهم هم من يقدمون كافة التسهيلات لعدوهم ويستجدون عطفه ويستميلون حبه ويباركون صفقة القرن التي تعطي الضوء الاخضر للعدو الاسرائيلي للاعتراف بالقدس عاصمة له وتسمح له بتوسيع مخططاته الاستيطانية لتحقيق حلمهم باقامة دولتها من النيل الى الفرات تحت ما يسمى "اسرائيل الكبرى" وهذا لن يتحقق الا بتطويع كافة الادوات لخدمة مشروعها الاحتلالي ومنها الجزء الاخطر وهو الاعلام والثقافة والدراما والمسلسلات لتسميم فكر الاجيال القادمة وطمس قضيتهم والدفاع عن ارضهم المشروعة وواجب على كل عربي حر وشريف ان يقاطع هذه القنوات المسمومة والمأجورة وأن يمنع تداول انتاجها وماتبثه من مواد اعلامية بين الاطفال والشباب.
ومع كل هذا التخلي عن القضية الفلسطينية من بعض المستعربين الذين باعوا ضمائرهم ومبادئهم مقابل الحصول على امتيازات او مكافآت رخيصة فإنه من الواجب علينا أن نستذكر يوم القدس العالمي الذي يصادف في ظل انتشار فايروس كورونا هذا الوباء الذي اجبر دول العالم على منع التجمع لا يمكن ان نتجاهل احياء هذه المناسبة باعتبارها واجب ديني وانساني عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمقالات والاخبار والتقارير الاعلامية والثقافية الوطنية والقومية لكي تبقى فلسطين وعاصمتها القدس الشريف حاضرة في اذهان وقلوب كافة الاحرار والمسلمين والعرب..
..........................
انتهی/ 101