وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ في ظل انشغال الماكينات الإعلامية السعودية بالترويج لإنعتاق النظام السعودي من الوهابية، قال السيد عبد السلام الوجيه أن “آل سعود بنوا دولتهم السعودية بمراحلها الثلاثة على سفك الدماء واستحلال دماء المسلمين بذريعة أنهم كفار وليسوا مسلمين.
واليوم يحاول آل سعود أن يظهروا أنهم تحللوا من التطرف واتجهوا نحو الإنفتاح لكن بالطبع لن يتمكن النظام السعودي أن يتخلّص من تاريخه البشع منذ قرن من الزمن” معتبراً أن ملامح هذا التطرّف المتجذّر في عقلية النظام السعودي تتكشّف في اليمن “من خلال الحرب البشعة التي شنّها النظام السعودي منذ خمس سنوات بتواطؤ مع الولايات المتحدة وبتعاون مع الإمارات والرجعيين العرب”.
النظام السعودي وآثار الفكر الوهابي
استفاض عالم الدين اليمني بالحديث عن ملازمة الفكر الوهابي للنظام السعودي الذي يخلق التفرقة بين شعوب العالم الإسلامي، وبيّن أن النظام السعودي يثير العصبيات والنعرات الطائفية والمناطقية منذ أكثر من 50 عاماً في اليمن، معترفاً بأنه “نجح إلى مدى بعيد في تكوين الجماعات المتناحرة في ما بينها كما نجح بالتفريق بين المذهب الزيدي والشافعي بصورة غير عادية خاصة عندما توغّلت الوهابية في اليمن ولا شك أن هذا التاريخ أزهق الكثير من النفوس بسبب التناحر الذي كان وراءه الفكر والمال السعودي”.
وتابع “لقد كان الإنطباع السائد قبل هذا التاريخ أن المذهب الزيدي والشافعي يعيشان بسلام حتى دخل آل سعود وتغلغلوا بفكرهم التكفيري المناطقي الذي فرّق بين أبناء الشعب اليمني”.
وأضاف “(السعودية) تستخدم ورقة الإرهابيين منذ زمن بعيد ليس في اليمن فحسب إنما في أفغانستان، العراق وسوريا التي أسقطتها سواعد المقاومين أما في اليمن، فقد كانت (السعودية) ولا زالت تستخدم تنظيمي (داعش) و(القاعدة) الإرهابييين منذ زمن طويل”، مردفاً “لقد استخدمت الإخوان المسلمين والفكر التكفيري لإنشاء هذه الجماعات فقد كانت ولا زالت وراء الكثير من هذه الجماعات المنتشرة في المحافظات الجنوبية وفي الساحل الغربي وغيرها من المناطق الشرقية”.
ولفت إلى أن هذه الجماعات “كانت تحت غطاء الشرعية وما يسمى حزب الإصلاح المنتمي إلى الإخوان المسلمين تحت جناح بعض المشيخات القبلية وبعض الأجنحة المناطقية المتطرفة”.
استغلال النظام السعودي للمقدسات الإسلامية
ذكر السيد عبد السلام أن النظام السعودي يستخدم منذ نشأته “المقدسات الإسلامية في سبيل ترسيخ حكمه وخدمة أجنداته واتفاقاته مع البريطانيين أولاً والأمريكيين ثانياً في تدجين العالم الإسلامي”، مؤكداً أن النظام السعودي يستخدم الحرمين الشريفين في أغراضه السياسية الدنيئة. إذ يجعل من الحرمين الشريفين قبلةً لتفكيك المسلمين وزرع النفاق والتناحر في ما بينهم”، مضيفاً “لن يتم تطهر القدس من دنس اليهود ما لم يتحرر الحرمين الشرفين من دنس آل سعود فالإرتباط وثيق بين آل سعود واليهود منذ نشأة الكيان الصهيوني ونشاة النظام السعودي على يد الدولة البريطانية ذات الخبث والمكر والدهاء الذي تعرفونه”.
وتوجّه الوجيه إلى جميع شعوب العالم الإسلامي بالقول إن “الغدة السرطانية السعودية التي تسيطر على الحرمين الشرفين هي الداء الكبير الذي ينشر الفتنة بين المسلمين وهو الأمر الذي يخدم أجندات الصهاينة والأمريكيين وينهب ثروات المسلمين ويحقق التعاون مع اليهود والنصارى وموالاتهم، في مصادمة واضحة لآيات القرآن الكريم التي تنهى عن موالاة اليهود والنصارى وأعداء الله”.
وفي سياقٍ متصل، لفت الوجيه إلى التماهي الحاصل بين أنظمة دول الخليج وعلى رأسها (السعودية) وبين الكيان الصهيوني على مختلف الأصعدة.
وقال إنه “في الوقت الذي يتعرض الشعب اليمني للحصار والتجويع تذهب جميع موارد النظام السعودي إلى جيوب الأمريكيين من أجل شراء الأسلحة وإلى جيب إيفانكا ترامب وكوشنر ونتنياهو وإلى غيرهم من المجرمين الصهاينة”.
وتابع “سياسة الرياض واضحة المعالم ولا يمكن إلا أن تنتهي إلا بنهاية حكام آل سعود الذي تحالفوا مع الشيطان الأكبر وأيضاً حعلوا قبلتهم البيت الأبيض ودنّسوا الحرمين الشريفين وجعلوهما في خدمة الصهاينة والأمريكيين”.
تخاذل العلماء المسلمين عن نصرة اليمن
الأمين العام لرابطة علماء اليمن وصل في حديثه إلى دور المؤسسات الدينية بالتعاطي مع العدوان السعودي المفروض على الشعب اليمني، موضحاً أن “المؤسسة الدينية اليمنية تعرّضت منذ فترة طويلة إلى تغلغل وهابي سعودي عن طريق السيطرة على وزارة الأوقاف والسيطرة على الجوامع وإنشاء مساجد جديدة تمولها الرياض مباشرةً حتى تنشر الفكر السلفي الذي انبرى لمهاجمة المذهبين الزيدي والشافعي”.
لكن عاد وأكد أن المؤسسة الدينية اليمنية بدأت في الوقت الحاضر تتعافى من التغلغل الوهابي بعد وصول “أنصار الله” إلى الحكم واستعادة الشعب اليمني لحريته واستقلاله، إذ بدأت تعيد دورها الحضاري عن طريق المدارس الدينية في صعدة وصنعاء والزبيد والشهارة وغيرها الكثير من المناطق.
كما أن العدوان السعودي للشعب اليمني أظهر مدى حقد المؤسسات الدينية الوهابية وبعدها عن الدين. وفي ما يخصّ المؤسسات العلمائية في العالم الإسلامي، أبدى الوجيه عتبه على هذه المؤسسات التي لم تحرّك ساكناً تجاه العدوان السعودي بإستثناء بعض العلماء من لبنان وسوريا والعراق أعلنوا تضامنهم مع الشعب اليمني. وخصّ بالذكر المؤسسة الدينية في مصر، وقال “الأزهر الشريف أصبح الآن غير شريف لأنه بات في قبضة النظام السعودي إذ كانت مواقف الأزهر ومعظم الهيئات العلمائية في العالم الإسلامي ضد الشعب اليمني بل أكثر من ذلك كانوا يلومون القتيل لأنه لطّخ نفسه بدماء القتل.
فهؤلاء ليسوا علماء دين بل علماء سلاطين وحملة مباخر وعبيد للمال السعودي والدولار الأمريكي”. لكن رغم ذلك كلّه، تبقى “المبادئ والقيم القرآنية حاضرة في وجدان الشعب اليمني إذ أن إرادة الصمود الثقافي والعسكري والإجتماعي كانت وما زالت قائمة.
وسبب ذلك هو الإرث التاريخي الإسلامي الذي يعرّف اليمنيين على أنهم أنصار رسول الله (ص) ابتداءاً من الأوس والخزرج في يثرب وانتهاءاً بكل القوافل الذين ذهبوا فداءاً لأئمة آل البيت (ع)، ومنهم من ذهبوا إلى كربلاء فداءاً للحسين (ع).
فقد كان الشعب اليمني مناصر لرسول الله وآل بيته الأطهار ومعتنق للمبادئ الإسلامية الصحيحة وموالي لأمير المؤمنين علي (ع).
الشعب اليمني بطبيعته مؤمن وقد وصفه رسول الله بالقول: (الإيمان يمان)، (الفكر يمان والحكمة يمانية) و(إني لأجد نفس الرحمن من فكر اليمن)، أولئك وصفهم الرسول بأنهم المدد. فضلاً عن أنه عرف عن اليمن على مر التاريخ أنه مقبرة الغزاة إذ كان كان ولا يزال وسيبقى مع آل البيت الكرام على المنهج النبوي الصحيح”، يُنهي رئيس رابطة علماء اليمن كلامه.
..................
انتهى / 232
المصدر : مرآة الجزيرة
الاثنين
٣٠ مارس ٢٠٢٠
١٢:٥٨:٤٩ م
1021866
الأمين العام لرابطة علماء اليمن السيد عبد السلام الوجيه:
آل سعود بنوا دولتهم على استحلال دماء المسلمين واليوم يزعمون الإنحلال من التطرّف!!
منذ أن عُقد تحالف النظام السعودي مع مشايخ الوهابية والشعوب الإسلامية ترزح تحت نيران الصراعات والتفرقة التي اختلقها الفكر المتشدّد مرّةً بإسم الدين ومرّة بإسم القومية والعرقية أو المناطقية. وظّف حكام الرياض كل طاقاتهم الوهابية لتمزيق الجسد الإسلامي ضمانةً لأسيادهم الأمريكيين والصهاينة كي لا تنصب جهود الأمة بطرد الإستعمار من المنطقة لأنهم يعلمون جيداً أن رحيل المُستعمر المباشر سيتعبه ارتحال الوكيل لا محالة، أي أن زوال عروش آل سعود رهن للوجود الصهيوني والأمريكي الذي ينهب خيرات ومقدّرات الشعوب لقاء حماية العروش الساقطة شعبياً.