وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أكد تقرير نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي "CSIS"، أن إيران طورت قدراتها الصاروخية لتصبح "أكثر دقة"، وأنها ربما تمتلك القدرة على "تعطيل" عمل القواعد الأمريكية في المنطقة.
وكتب إيان وليامز في التقرير أن "الهجوم الذي قامت به إيران ضد قاعدة عين الأسد في العراق التي تضم قوات أمريكية ردا على قيام الأخيرة باغتيال قائد قوة القدس قاسم سليماني كانت له تبعات أكبر من مجرد هجوم لم يقصد إحداث ضرر" بحسب تصريحات المسؤولين الأمريكيين.
ويشير الهجوم كذلك إلى مدى قدرة أنظمة الصواريخ الإيرانية على "تعطيل" العمليات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط.
واوضح التقرير أن "دقة الصواريخ التي أصابت عين الأسد حققت درجة عالية في مقياس ما يعرف باسم الخطأ الدائري المحتمل وهو مقياس لدرجة دقة الصواريخ في ضرب أهداف عسكرية، ما يشير إلى أن طهران لديها قدرة محتملة على تعطيل عمل القوات الأمريكية في المنطقة".
وذكر الباحث أن "طيارا في القاعد أبلغ صحفيا بأن أحد الرؤوس الحربية الإيرانية أصابت استراحات الجنود بالقرب من غرف تشغيل الطائرات ما أجبر الطيارين على الاحتماء داخل الغرف تحت الأرض".
وقال "تلك الهجمات تظهر مدى الخطر الذي يشكله التقدم الحاصل في قدرات الصواريخ الإيرانية على القوات الأمريكية"، داعيا الولايات المتحدة إلى "اتخاذ إجراءات لتعزيز أمن قواتها وتقليل تعرضها للهجمات الجوية والصاروخية، وذلك من خلال تعزيز قدرة الملاجئ على تحمل ضربة مباشرة من فئة الصواريخ البالستية".
وفي البداية، زعم "البنتاغون" أن "الهجوم لم يؤد إلى إصابات في صفوف القوات الأمريكية وأحدث أضرارا محدودة في القاعدة، ثم أعلنت بعد ذلك تشخيص 34 من أفراد الجيش بإصابات في الدماغ".
وقال وليامز في تقريره إنه "علم منذ البداية أن أضرارا لحقت بالقوات الأمريكية"، مشيرا إلى أن "64 عنصرا في القوات تم إخلائهم من القاعدة وتلقوا الرعاية الطبية لإصابات في الدماغ، وهذا الرقم ارتفع بمرور الوقت ولا يزال مرشحا للارتفاع وذلك لأن مثل هذه الأعراض لا تظهر فورا" حد زعمه.
وتابع الباحث ان "هذه الإصابات وقعت لأن القوات لم تكن جميعها في وضع آمن في الغرف المحصنة تحت الأرض، وتم نشر بعض الجنود في مواقع مكشوفة للدفاع عن القاعدة في حال وقوع هجوم، بينما وقف البعض الآخر فوق الأرض لمواصلة تشغيل الطائرات من دون طيار.
وأشار الباحث إلى أن "الملاجئ في عين الأسد كانت صالحة فقط للحماية من الضربات الصغيرة مثل الصواريخ العادية وقذائف الهاون، وليس صواريخ باليستية تحمل مئات الكيلوغرامات من المتفجرات مثل تلك التي أصابت القاعدة".
وذكر ضابطان أمريكيان من بينهم قائد القوات الأمريكية في "عين الأسد" أن الضربات الإيرانية تسببت في "ثني أبواب الملاجئ".
وكان قائد قوات "القدس" التابعة للحرس الثوري الفريق قاسم سليماني قد استشهد بمعية نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس وعدد من رفاقهما في هجوم جوي أمريكي غادر بطائرة مسيرة حين خروجهم من مطار بغداد فجر الجمعة 3 يناير.
وردا على عملية الاغتيال الجبانة دك الحرس الثوري على دك قاعدة "عين الأسد" الأمريكية في محافظة الأنبار غرب العراق بـ 13 صاروخ فجر الأربعاء 8 يناير.
وأعلن البنتاغون وقتذاك عدم وجود مصابين ثم اضطر إلى الاعتراف بوقوع إصابات وتزايد عدد المصابين من يوم إلى آخر وبرر البنتاغون ذلك بالادعاء بأن أعراض الإصابات لا تظهر على الفور.
وفي البداية زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولون كبار آخرون إن الهجوم على القاعدة لم يتسبب في قتل أو إصابة أي عسكري أمريكي.
وبدا أن ترامب يهون من شأن الإصابات حيث قال الأسبوع الماضي ”سمعت أنهم أصيبوا بصداع وبضعة أمور أخرى“.
وخلال الشهر الماضي أعلنت قياد الجيش الأمريكي بشكل متتابع عن وفاة 7 جنود بظروف غامضة وحوادث جنديين في أفغانستان وجنديين في المانيا وجندي في أريزونا.
يشار إلى أن قنوات أمريكية تلقت اتصالات من عائلات تفيد بأنها عجزت عن الاتصال بأبنائها المنخرطين ضمن صفوف الجيش الأمريكي ممن كانوا يخدمون في القاعدتين اللتين استهدفهما القصف الإيراني في عين الأسد وأربيل.
...................
انتهى/185