وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ لكن المشهد الدولي والإقليمي تبدل كثيرا. اغتيال قائد المحور الممتد على طول العواصم المذكورة أعاد خلط الأوراق والحسابات. فماذا بعد الاغتيال؟ وكيف كان وقع الجريمة في عاصمة الثورة الاسلامية؟ وماذا عن لبنان؟ أسئلة حاولنا من خلالها رسم معالم المرحلة المقبلة في مقابلة خاصة أجراها موقع "العهد" الاخباري مع نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، بعد ثلاثة أيام من عودته إلى لبنان، آتياً من ايران.
بشهادة الحاج قاسم اشتعلت الثورة من جديد
لا يبدأ الشيخ قاسم الحديث عن أبعاد التطورات وأهميتها، قبل أن يعرّج على مشاهداته أثناء مشاركته في تشييع وعزاء الحاج قاسم سليماني. من طهران إلى كرمان، كان المشهد مهيباً، يجزم سماحته لموقعنا أنه "لم يشهد التاريخ المعاصر ولا القديم هذا الحجم من التشييع الذي شمل المناطق الايرانية المختلفة، من خلال مسيرات مليونية، كان عنصر الشباب فيه هو الطاغي والغالب، وهو يحمل دلالات الثورة التي لا تزال لمّاعة، ومزروعة في روحية الشعب الايراني". يروي الشيخ قاسم لنا، كيف كانت الحشود الكبيرة في الطرقات والساحات تفرض توقيتاً أطول علينا للانتقال من مكان إقامتنا إلى جامعة طهران، وكيف كانت صورة سليماني في وجوه المشاركين والمحبين. وبعد الحديث عن عائلة الشهيد سليماني والروحية "السليمانية" التي تعيش فيها، وأدبيات الاستقبال والتخاطب والعزاء، ينقل لنا سماحته الخلاصة الأهم: "الاستنتاجات التي تجسد الواقع الذي حصل، هي أنه بشهادة الحاج قاسم اشتعلت الثورة من جديد، وكأننا في بدايتها، الجميع خرج لمواجهة الطاغوت".
حالة جديدة في المنطقة
يضيف الشيخ قاسم لموقعنا "الحاج قاسم أنجز في حياته الكثير، وكان مشروعه إخراج الأميركي من المنطقة، فجاءت شهادته لتشكل سبباً لاتخاذ قرار إخراج القوات الأميركية العسكرية من منطقتنا. اذاً، نحن أمام مرحلة إنهاء الوجود الأميركي في المنطقة، وهذا يحمل دلالات وأبعادًا وآثارًا كبيرة على دول المنطقة وشعوبها".
يلفت نائب الأمين العام لحزب الله الى أن "مفصلية الاغتيال وطبيعته وحجمه، أوجد حالة جديدة في المنطقة، حالة تأسيسية وجوهرية، حالة إسقاط الهيبة الأميركية تمهيداً لإخراج الأميركي من هنا".
القاتل سيواجه الآلاف من قاسم سليماني يحملون فكره ويرفعون دمه وثأره
قبل ختام رسم مشهد الأحداث ما بعد الثاني من كانون الثاني 2020، يجزم الشيخ قاسم لموقع "العهد": "قاسم سليماني كان القائد الميداني لمحور المقاومة، وهو مشروع تحرري، وباغتياله لا يموت المشروع، بل يستمر بزخم أكبر، وأقوى، وبدفع متجدد سيتلمسه القاتل قريباً، وسيعلم أنه لم ينل من هذا المشروع، وأن من بعد الحاج قاسم، سيواجه الآلاف من قاسم سليماني، يحملون فكره، ويرفعون دمه وثأره".
حزب الله سعى وسيسعى لمعالجة ما أمكن من تعقيدات حكومية
أما في لبنان، فإن المشكلة ليست في أي تبدل أو مستجد إقليمي أو دولي، بل في "عقلية يعاني منها هذا الوطن تتطلب شيئاً من التعديل والانتباه الى واقع الناس وأوضاعهم المتردية، خصوصاً أننا في مرحلة هي الأبعد عن التأثيرات الخارجية على الداخل اللبناني".
ويختم نائب الأمين العام لحزب الله حديثه مع موقع "العهد" بأن "حزب الله سعى وسيسعى لمعالجة ما أمكن من تعقيدات حكومية، وسيتواصل مع الاطراف المعنية بالتشكيل والرئيس المكلف، من أجل أن تكون هناك تسهيلات وتنازلات تسهم في تأليف الحكومة بأسرع وقت ممكن، لأنه بغير ذلك نكون أمام مزيد من التدهور".
..................
انتهى / 232
المصدر : العهد
الأربعاء
١٥ يناير ٢٠٢٠
١:٣٤:٠٧ م
1002670
العناوين الهامة
لبنان وفلسطين والشرق الأوسطملف خاص | أنبـاء استشهاد مجاهدي الإسلام اللواء قاسم سليماني والشهید أبومهدي المهندس
الشيخ قاسم لـ"العهد": الآلاف من قاسم سليماني يرفعون دمه وثأره
من بيروت إلى طهران، وعلى ضفتي الحدود المتداخلة والممتدة إلى ما بعدهما، تحديداً إلى القدس، قبلة الجهاد الأكبر في مشروع المقاومة ومحورها. من بيروت إلى كرمان، مسقط رأس الشهادة المدوية في بغداد، آتية من دمشق. من كل مكان وزمان، كان الحاج قاسم سليماني مشروعًا، والمشروع لا يموت.