7 ديسمبر 2025 - 17:05
إمام جمعة بغداد ينتقد مواقف رسمية ويؤكد ثوابت السيادة والهوية: العراق ليس تابعاً لأي قوة أجنبية

آية الله السيد ياسين الموسوي:نريد علاقات مع الدول، لكن ليس على أساس التبعية أو الخضوع. العراق دولة ذات سيادة، ولا يجوز لأي مسؤول أن يتخذ مواقف تمسّ هذه السيادة من خلف الستار أو دون التشاور مع الشركاء في إدارة الدولة.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ شدّد آية الله السيد ياسين الموسوي، إمام جمعة بغداد والأستاذ البارز في حوزة النجف الأشرف، على ضرورة التزام الحكومة العراقية بـ"ثوابت السيادة والهوية" وعدم تجاوز الخطوط الوطنية التي تشكّل أساس استقرار العراق، محذراً من تداعيات مواقف سياسية وصفها بـ"الخطيرة" في المرحلة الراهنة.

وفي خطبة الجمعة، علّق آية الله الموسوي على ما نُقل إعلامياً حول تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن ترشيح العراق لجائزة نوبل للسلام، وما تلاها من ردود رسمية عراقية، معتبراً أن ما صدر "يثير التساؤلات حول حدود التعاطي مع الخطاب الأميركي".
وقال: "نريد علاقات مع الدول، لكن ليس على أساس التبعية أو الخضوع. العراق دولة ذات سيادة، ولا يجوز لأي مسؤول أن يتخذ مواقف تمسّ هذه السيادة من خلف الستار أو دون التشاور مع الشركاء في إدارة الدولة."

وتوقف آية الله الموسوي عند الضجة التي أثارها قرار حكومي سابق بتجميد أموال جهات مصنّفة إرهابية، والذي تضمّن، وفق الوثائق المنشورة، أسماء حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن. وعدّ الموسوي هذا الإجراء "خطأً استراتيجياً لا يمكن القبول به".
وأكّد أن الحكومة مطالبة بتوضيح كيفية صدور مثل هذا القرار، محذّراً من "محاولات تبريره إعلامياً بحجة تجنّب العقوبات الأميركية".

وطرح إمام جمعة بغداد سؤالاً مركزياً: "هل نريد علاقة مع أميركا كأصدقاء وحلفاء أم كعبيد ومطيعين؟"
وشدد على أن العراق ما يزال يعاني من آثار الاحتلال الأميركي، وأن أموال العراق ما زالت تُدار ضمن منظومات مالية خاضعة للنفوذ الأميركي. وأضاف: "نحن لا نرفض العلاقات، لكننا نرفض أن نصبح تابعين لأي قوة مهما كانت."

وأكد  أن للشيعة في العراق "ثوابت لا يمكن التفريط بها"، من بينها الحفاظ على الحقوق التي "سُلبت عبر التاريخ" وحماية مرجعية النجف التي وصفها بأنها "خط أحمر لا يمكن المساس به".
كما أكد سماحته أن "المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين وسائر الجبهات الشيعية" تمثل عنصراً مقدساً في الوعي الشيعي، قائلاً: "أي مساس بالسيد حسن نصر الله أو المقاومة هو مساس بعقيدتنا ووجودنا."
وتطرّق آية الله الموسوي إلى معلومات متداولة حول مقترحات أميركية وإسرائيلية بشأن تهجير سكان جنوب لبنان وإعادة تنظيم المنطقة تحت إدارة قوى إقليمية، واصفاً هذه المشاريع بأنها استمرار لـ"خريطة استعمارية تريد تمزيق شعوب المنطقة".
وأشار إلى أن من يقفون خلف هذه المشاريع "لا يترددون في استهداف الشعائر والرموز والوجود الشيعي"، مستشهداً بتقارير إعلامية حول مقترحات لقصف مراسم تشييع السيد حسن نصر الله.

وتلا آية الله الموسوي آيات قرآنية تتناول "المرجفين" الذين ينشرون الخوف بين الناس، مؤكداً أن هذه الفئة موجودة اليوم كما كانت في السابق، وأن على العراقيين ألا يسمحوا للخوف أن يحدد خياراتهم السياسية.
وأضاف: "الأميركي لا يحترم الخائفين، وتعاملُه يقوم على إخضاع الضعيف. أما نحن فأبناء علي، ثابتون في أرضنا منذ أكثر من 1400 عام."

وفي ختام خطبته، وجّه إمام جمعة بغداد رسالة مباشرة إلى قوى الإطار التنسيقي وإلى جميع الأطراف التي تبحث ملف رئاسة الوزراء وشملت النقاط التالية:

رفض أي مرشح قد يتبنى مشاريع الشرق الأوسط الجديد أو السياسات الأميركية – الإسرائيلية.
الحذر الشديد من دفع العراق إلى المؤامرات الإقليمية.
التأكيد على أن العراق وإيران "شعب واحد وقيادة واحدة" تربطهما وحدة عقائدية ومرجعية.

ضرورة الحفاظ على قيم الشعب الذي قاوم وقاتل ودفع التضحيات في سبيل استقلاله.

وختم قائلاً: "نحن أمة لا يمكن تقسيمها، وسنبقى القوة التي تمهّد لظهور صاحب الأمر، وعلى الحكومة القادمة أن تحافظ على مبادئنا وثوابتنا وقيمنا."

تعليقك

You are replying to: .
captcha